حبيبتي شوق،
في اواخر العام المنصرم قصدت احدهم لا اعلم بما اصفه اهو طبيب نفسي ام معالج او مدرب لست اعلم كل الذي اعرفه اني ذهبت اليه بسبب صديقه، وعندما جلست على الكرسي امامه سألني خلود لماذا انتي هنا؟
فأجبته بإبتسامتي التى تعرفين واضفت لا اعلم.قال:ماذا تريدين؟فقلت له: لا اعلم ان كان بإمكانك مساعدتي او لا ولكنني اريد ان اتخطى شخصين فارقوا الحياه ولم يفارقوا حياتي، لا اريد نسيانهم، الا انني اريد ان اذكرهم كباقي الموتى في حياتي.اريد ان اتخطى صديقتي شوق الناصر ان لا يرسمها صوت فيروز كل صباح ولا احملها مع كل نقطه حبر من القلم الازرق ولا التفت بحثا عنها بعد كل انجاز وان اكف عن العوده الي رسائلنا وحديثنا ولا ابحث عن شخص في صيدا ليصور لي شاهد قبرها، واكف عن قراءة الكتب التى قرأتها ولا ازور المدن التى زارتها واتصور في نفس الاماكن واردد إن لم يجمعنا المكان تجمعنا الذكرى.انا لا اريد نسيانها لكنني اريد تقبل فكرة موتها وانها ذهبت الي الابد ولن تعود.اعطاني بعض التمارين التى لا تمت للموضوع بصله الا انني اقتنعت بانها ستفي بالغرض. مارست التمارين نعم ولكن هل استمريت لا.هل فادتني ربما، متى علمت بذلك؟ عندما اصيبت تلك التى تحمل من ملامحك الكثير ومن افكارك وقوتك وصلابتك-بالمناسبه اعتقد بانها النسخه الكويتيه منك- عندما علمت بانها مصابه بكرونا احزنني الخبر وخفت عليه!خفت عليها يا شوق ولم اخف من ان افقدك مرتين فقد كنت اردد على الدوام لهذه الفتاه في قلبي حبين حبا لها وحبا لملامح شوق التى تحملها وكنت اخشى عليها من ان يؤذيها رمش يسقط في عينيها من نسمة الهوا ان تضايقها كنت اخاف عليها لشخصها ولاني اخشى خسارتك فيها فقد كنت اراك على قيد الحياه من خلالها.الا ان الحال تغير يا صديقتي اشعر وكأني اتعرف عليها من جديد اراها لاول مره اسمع صوتها لاول مره اصادقها من جديد.وحتى اساعد نفسي في قرار تخطيك كان لابد من الابتعاد قليلا عن الامور المشتركه بيننا وعلى راس القائمه جريدة النهار اللبنانيه، ثم ادركت بأن النهار لم تجمعنا بل كانت محصله لصداقتنا، غيرتي منك كانت سبب تعارفنا ثم تفردك كان سبب لاعجابي بك ثم شخصك المميز جعلنا صديقتين مقربتين وجعلك شمسي الذي فقدته.قد عانى الرومي كثيرا بعد غياب شمس وهذا الغياب جعل منه الشاعر جلال الدين الرومي، وفقدك يا شوق جعل مني امور كثيره اولها الصحفيه انا حتى الان لم اوفي بوعدي لك ولم اكتب عما تعاهدنا عليه الا انني نفذت نصيحتك و " نبشت بالماضي لأرتاح " وارتحت يا شوق ارتحت، ارتحت للحد الذي اشعر اني اخف وزنا.اما عن الوعد فسامحيني لا اود الكتابه عنه كرغبه شخصيه.تطول قائمة الامور التى انجزتها، وبلطف الله الخفي كانت دوما في يوم وفاتك كأن الله يطبطب على قلبي و يهبني السلوان في ذاك اليوم حتى لا استسلم لحزني واقيم عزائي عليك من جديد .في اليوم الذي يلي وفاتك وفي لحظة انهياري وبكائي قالت امي جملتها التى تشعرني دوما بالمسؤوليه اتجاهك قالت: شوق ماتت وماعندها ولد صالح يدعي لها انتي كوني صديق صالح يدعي لها.كان احساسي بالمسؤوليه اتجاهك يشبه تماما احساسي بالمسؤوليه اتجاه والدي وكيف اكون بنت باره بوالدها المتوفي الذي لم تتعرف عليه حتى. لم تكوني اول عزيز يفارقني ولكن كنت اول عزيز يرحل وانا واعيه كنت في عامي الواحد والعشرين حين رحلتي و انا الان على مشارف الثلاثين.لقد اخذ مني موتك ٧ اشهر حتى اصدقه واخذ مني بعض السنوات حتى اتقبله اما اليوم بعد عقد على وفاتك انا اسمح لك بالرحيل يا شوق الي ان يجمعنا التراب ونلتقى.. عساچ في الجنه يا صديقتي
خ.خ
.