الأحد، 23 فبراير 2014
الحقيقة ظالتي
واعود من سفري لوطني،
اعود لمكتبتي، رواياتي التي تحمل بين اوراقها شخصيات اشتاق لها،
اتفقد احبتي على الاوراق كيف أصبح حالهم احتضنهم،
احتضن أصدقائي الخالدين في الكتب انبش عن أسمائهم بين الصفحات أقبلهم، واسرد
لهم تفاصيل رحلتي
وما الكتب التي قرأت ومَن مِن الأصدقاء بين الصفحات
كان ينتظرني،
ثم أعيد الكتب أضع ملامح وجهي بالقرب من بعض على الرف حتى أجد الإطار
المناسب لصورتي الإطار الملائم لروحي، ملامح وجهي، صوتي وحرف كلماتي، هي كتبي.
وفي الحديث عن الكتب لطالما تساءلت لما تمنع بعض الكتب ولم أكن
اعي أهمية الامر، فصدق من قال: بعض الكتب قادره على تغير المفاهيم والأفكار وكشف
الجوانب المظلمة وصنع الثورات، تكشف المستور والكذب الإعلامي والاجتماعي.
يجهل الناس كيف يمكن لكتاب ان يغير الشخص أو كيف يؤثر كاتب من خلال
كلماته على المجتمع فالقلم اقوى أنواع الأسلحة، وهذا ما اثبتته لي الأيام بعد
اغتيال الصحفي اللبناني سمير قصير وجبران تويني والاعتداء على الكاريكاتير السوري
علي فرزات،
أثرت الكتب وبعض الكتاب بشكل خاص على شخصيتي وقناعاتي وميولي كقصيدة أطفال
الحجارة لنزار قباني وقصيدة محمود درويش احن إلى خبز امي، وككل الشباب أثر في
نفسي خطاب جبران تويني في ساحة الشهداء عام2005، ولا أنكر أنى كنت اقراء مقال فؤاد
الهاشم قبل عنوان الجريدة، كلها ساهمت في بناء شخصيتي قناعاتي رؤيتي وربما تحديد اعدائي.
ولكن كل هذا تغير فكري، قناتي، وما ظننته "حقيقة " غيرته 240 صفحة من كتاب حب وموت في بيروت -بشير الجميل وبربارة
اليهودية -
تغيرت عدة امور وفتحت عيناي على جوانب لم تكشف لي، زادت
التساؤلات في ذهني هل عدوي حقا عدو ؟؟ هل الضحية فعلا ضحية؟ ؟
دائما هناك جانب اخر لم يكشف، وجه اخر لم نتعرف علية،
طول طفولتي ومراهقتي وحتى السنوات الاخيرة وانا احمل الكرة والحقد
للكيان الصهيوني الذي اغتصب ارض فلسطين، وكان الكرة يكبر في قلبي أكثر وأكثر
بسبب اجتياح الكيان الصهيوني لبيروت وحرب لبنان التي استمرت لأكثر
من 20 عام
والمؤسف أنى كنت أكبر واسمع (الحرب ليست في كل لبنان بل عند الشيعة في
الجنوب فقط اما اماكن المسيحين آمان) _موسف الانقسام الديني والطائفي_، كانت الاغنية
التي اكررها وانا اللعب مع اقراني " فلسطين بلادنا و "اليهود"
كلابنا كلابنا كلابنا وقفوا على بوابنا مثل الشحاتين"
وتوالت الاسباب والمسببات في كرة الكيان الصهيوني، ففي المدرسة وفي
مادة الدراسات الاجتماعية قالت لنا المعلمة كما ذكر في الكتاب المدرسي ان
"اليهود " لديهم مخطط لاحتلال الوطن العربي كامل من المحيط إلي الخليج
ليكون وطن اليهود إسرائيل. وكان لشهداء فلسطين القدر الكبير لدى المراهقين و
الشباب لازلت اذكر استشهاد محمد الدرة يومها بكت امي و لعنت جدتي اليهود ودعت
عليهم بجنهم وبئس المصير صاح خالي من تخاذل العرب، و اما إذاعة المدرسة فكانت
تتفنن في تقديم مشهد استشهاد محمد من خلال عرض مسرحي، نكبر وتكبر معنا الاسباب و
تزيد بسبب ما يصوره لنا الاعلام الحالي ، ولكن اين الحقيقة ، فكما تقول بربارة في
كتابها (عد للماضي لتفهم الحاضر ) ،
يا ترى ماهي حقيقة اختيار اليهود لفلسطين دون دول العالم؟
بعد ما تم اضطهادهم طردهم وحرقهم من قبل النازية، ولما تم هذا من الأساس ؟؟ أسئلة
حيرتني، لذا تم السؤال والبحث والقراءة والاستماع الي العديد من القصص والروايات
المختلفة التي تعارض ما ظننته تماما!
كان البحث الاول بعنوان (اليهود) لأعرف من هم وماهوا دينهم وأتأكد ان
اليهود هم ابناء عمنا من سلالة اسحاق ابن نبينا ابراهيم، وهم بني اسرائيل
المذكورين في قرائننا الكريم.
وعنوان البحث الثاني (الحرب الألمانية على اليهود) لأتعرف
على انواع العذاب والاضطهاد الذي تعرض له اليهود
ففي عام 1933 وضع اليهود في مؤخرة المجتمع الالماني بدء من الاضطهاد إلى
النفي ثم الإبادة الجماعية، وفي عام 1941صدر قانون يمنع اليهود من استخدام
المواصلات العامة، وتم وضع اليهود في الدول الخاضعة لسلطة الالمانية في
المناطق حدودية بعيدا عن المدن السكنية، اما عام 1943فحمل القرار الصارم بطرد كل
اليهود من الاراضي الألمانية.
كيف ولماذا لازلت اسال وابحث، وسأمتن لمن
يجيبني جواب كامل صحيح حقيقي.
أخيرا لا تجلعوا لي عدو لا تربوني على ان
فلان عدوي و فلان صديقي لا تكبروا الطائفية و الحقد على الاديان، كلنا بشر وربنا لا يفرق بيننا بالدين بل بالعمل
، تذكروا ان لكم عقل والمصادر متاحه امامكم ابحثوا عن الحقيقة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ابغي شركة المثالية للتنظيف بسيهات
ردحذف