عندما سيكتب الغرباء عن جبران ، سيذكرون سيرتة المهنية و قليلا عن العائلة كعدد ابناءه ومن هو والده وجده الذي يحمل اسمة ، يذكرون انه اغتيل باليوم الفلاني بعد عودته من فرنسا و اصابع الاتهام موجهة الي "س" من الناس بسبب توجه جبران السياسي و ينتهي المقال ..
عندما يكتب عنه اصدقاءه سيذكرون بعضا من السالف ذكرة و بعض الكلمات التى قالها جبران في موقف لم يحضره الا جبران و من يكتب المقال ..
والبعض الاخر من اصدقاء جبران كشوق الناصر ترفض الحديث عن جبران في ذكرى جبران ترفض ان تجبر تحت اي ظرف من الظروف على ان تشارك ذكرياتها ولحظاتة مع جبران ، هي ترفض العادة في شتى الامور هكذا علمها جبران ولذا كانت ترفض في العديد من المحافل ان تتحدث عن جبران فقط لان الجو العام يتتطلب ذالك ..
عندما تكتب نايله تويني البنت البكر لجبران مقال في ذكرى استشهاد جبران ، تكتب لجبران عن النهار وعن لبنان وتكتب لمن هم في النهار ولمن يؤمن ان النهار مستمره بروح جبران و غسان بهمة الشباب الذين لطالما آمن بهم جبران .. ومن ايمانه آمنا بقدرتنا . وبجمله او جملتين تعبر عن افتقادها واشتياقها لجبران والدها وليس جبران رئيس تحرير جريدة النهار الذي تحدثت عنه طوال المقال .. فالتى كتبت المقال كتب اسمها تحت عنوان "رئيس التحرير " .. و العمل عمل .
اما عندما تقرأ مقال لميشيل تويني البنت الثانيه لجبران ، فمقالها في النمط مشابه لمقال نايله إلا انها تتحدث مع جبران تويني تحديدا .. وبجمله او جملتين تذكر والدها .. فهذا المقال لم ينشر لبنت جبران ولكن للصحفية ميشيل تويني ..
وعندما تنطر الي التؤأم ناديا و غبريلا فتاتين جبران .. فمازالتا لا تفقهان امرا سوا ان سنوات عمرهن بعمر غياب والدهم عنهم هذا الوالد البطل رغم موته فغبريلا تقول ان الابطال لا يموتون و جبران مات . . يا طفلتي في الغد القريب ستعلميين ان الذين مثل جبران لا يموتون و الموت ليس غياب الجسد بل غياب الذكر و الروح فكيف يغيب من يسكن الروح ، كيف يغيب من تتزين بصورة، اسمه و كلماته بيروت ..
اما انا ان تحدثت عن جبران ساكسر كل القواعد و قوانين كتابة المقال ، ففي قواعد المقال يتوجب على الكاتب ان لا يعبر عن مشاعره ويكون حياديا ، وبما اني لست صحفية وهذة صفحتي سأكتب ما شئت وكيفما شئت ..
حبيبي جبران يا والدي معلمي و ملهمي ،
كتبت عنك سابقا موضوع لا يخلو من حماس الشباب و الويل و الوعيد موضوع حاولت ان يكون مقال ..
ولكن اليوم اخترت ان اكتب عن جبران الذي اتمنى ان يكتفي الناس حين يسالون عنك واجيب "ابي" ولا يسالون كيف ؟
علمني ياجبران كيف ، كيف اجعلهم يكتفون حين اقول "ابي".
ابي الذي لا احمل اسمه و لا زمرة دمة لكن احمل افكارة طموحه صفاته وشاركني بعض قرارات حياتي المصيريه .
وهو معلمي الذي لم احضر له درسا لكن تعملت منه ان الفرق بين الظلمة و النور كلمة ، و آمنت بقدرتي على التغير مهما كان ميدان عملي .
ملهمي الذي اكتسبت منه اصراري على افكاري ..
حبيبي جبران تمر امامي الان صورك التى احبها وتحيط بي فتضيع مني الكلمات وابتسم تحيط بي صورك او بالاصح احيط نفسي بها وبحضورك يا ساكن الروح ، وحدها صورتك التى لا اسئم من تاملها وحدها ابتسامتك التى تعطيني الامل وحدة صوتك الذي يثير افكاري ، احفظ قسمك عن ظهر قلب وبرغم هذا اعود الي تسجيل الفيديو كثيرا واشاهدة من جديد ، اعرف اغلب المقابلات التى اجريت معك الا انني اشاهدها دائما كاول مرة .. لا اعرف عدد المرات التى قرات فيها مقالك الاخير ولا اعرف عدد المرات التى بكيت فيها غيابك ولا المواقف التى تسآلت ماذا كان جيران ليفعل .. حبيبي جبران افتقدك اب حنون افتقدك معلم يؤمن بقدرة تلاميذة وافتقدك صديق نادر الوجود وافتقدك صحفي يعي مسؤلية القلم والكلمة افتقدك يا جبران

