الأحد، 15 فبراير 2015

حبيتك مثل ماحدا حب

اتأملها من بعيد تلك الفتاة الجزائرية التي تقاسمني ذات الشقة بسبب غربتنا نحن الاثنتان .

نقطن في ذات الشقة لأكثر من ثلاثة أعوام أعرفها كل المعرفة ثلاثة أعوام ونحن في ذات الشقة وفي غربه كفيلة بأن تجعلني أعرفها وأعرف أهلها وحتى بعض جيرانها المقربين في الجزائر وتعرفني هي الأخرى بدورها تعرف أحلامي وطموحي جنوني وصخبي ..

نشترك في بعض الخصال وأهمها كلانا متقلب المزاج مثل الطقس . نختلف كل الاختلاف في التوجه السياسي فبيروت بطبيعة الحال تورثك الحس السياسي وهو اكثر ما يتداوله الناس في بيروت .. فحتى إذا ذهبنا للتسوق تستفزني بحبي للون الأزرق وتعلق - آه حلو اللون الأزرق والسماء زرقاء - وأتجاهل التعليق ..

مهوسه هي بالإعلامية
لانا الجندي وأنا البنت الروحية لجبران تويني

تضع في صالة البيت صورة كبيرة للانا الجندي ولاتكتفي بصورها التى تحيط بها خلفية الهاتف . والحاسب الآلي .والكوب الذي تشرب فيه قهوة الصباح . و بجانب صورة والديها بالقرب من سريرها .

تتابع أخبار لانا وبتعبير آخر تتعقبها .

نحن لسنا مجرد فتاتين في ذات البيت بل أختين من رحم القدر _على رأي شوق الناصر رحمة الله عليها _

لا يتفوق على حبها للانا إلا حبها لهو فهي العاشقة له من قبل انتقالها إلى بيروت وهو القلب النابض خلف أضلعها و الروح التى تسكن جسدها . وبقدر حبها له يعشقها هو الآخر . بعض الأحيان يكونان أفضل عاشقين على الإطلاق تتورد وجنتيها وتشع الحياة من عينيها وتكون ابتسامتها أعذب من نهر العاصي -هذا هو الحب - وبعض الأحيان يقسو عليها إلى الحد الذي يجعلني أتسائل من هذا الإنسان من يكون من أين له هذه القسوة !

لم يمر على عشاق مثلهم يشعر أحدهم بالآخر رغم المسافة التي تفصل بينهم تختنق هي ويضطرب قلبها ينشف الدم من وجهها وتأتي إلي وتقول 

- هو ليس على مايرام أعرف ذالك .

- اطمئني عليه ؟

-ينكر ، لكني أعلم فأنا أشعر باضطراب في دقات قلبي ومراره في حلقي أعلم أعلم أنه هو الذي يتألم .

لا يمكنني التنكر لإحساسها به فهي تشعر به كما تشعر الأم بأطفالها أقرب تشبيه لهم كأنها تحمله بين أحشائها ومتصلة به بالحبل السري ، و في الحقيقة تحمله هي خلف أضلعها في قلبها ومتصلة به بحبل سري من نوع آخر حبل يصل العشاق ببعض إذا توعك أحدهم شعر به الآخر وإذا كان سعيد يسعد الآخر له ، و الذكريات على هذا كثيرة لكن لن أذكرها الآن حتى لا تشغلني .
هي طفله هواه كلمة منه تأخذها لسابع سما وكلمة منه تقذفها لسابع أرض ، ذات مره دخلت فراشها مبكرا على غير عادة متحججه بأعمالها في الغد . ولكني أعلم أن أمرا ما ليس على ما يرام فلحقت بها و إذ بها مستلقيه على سريرها فاستلقيت بجانبها وقالت
.
سيلا: ماذا تريدين ؟

خلود :أريد ان انام

سيلا: نامي في فراشك

خلود :أشتاق لأمي فهلا نمت معك ؟

سيلا:( وتجيب بلهجة جزائرية ) وما شأني أنا أأكون أمك أنجبتك ونسيتك ??نامي بغرفتك !!

خلود :لست امي تحلمين تكوني أمي . أمي ملاك طاهر أنتِ آثامك تفوق طولك .

سيلا: وما أدراك أنتِ عن عملي و عمل والدتك ومن منا الأفضل ؟ أتكوني الرب أو أحد الملائكة ولا نعلم ؟؟

خلود :استغفر الله أنا عبد فقير استغفر الله أن أكون الرب أو ملاك من ملائكته

سيلا : إذا لا تصدري الأحكام كفاك الله شر لسانك .

خلود : اسمحي لي أن أوضح لك أمر ، أمي لا تكذب بقدر كذبك وإن حصل وكذبت فكذبها لا يكون ساذج مثلك ، سأنام لماذا عندي شغل الصبح ، ما هذا !

سيلا: ماذا تريدين يابنت الطاهره ؟

خلود :أريد أن أعلمك الكذب أيتها الآثمة.

سيلا: أخرجي من غرفتي

خلود :أخبريني لماذا تقولين هذه الكذبة الساذجة ألا تريدين السهر معي كرهاَ فيني أو بالبرنامج الذي أشاهده أم ماذا؟

سيلا:لا لأني أكرهك بقدر ذكائك

خلود : مازن السبب صحيح ؟

سيلا: هو لا يرد علي منذ أيام وكل ما أسال ما السبب يقول لا شيء ماذا بك يرد لا شيء كل شيء على ما يرام . لكني أعلم والله أعلم أنه ليس على ما يرام اعلم من كلامه من ردوده علي ولكن ينكر ويطلب ألا أشغل بالي إلى الحد الذي ذهبت بي أفكاري أن أكون أنا السبب أنا المشكلة ولا يريد التواصل معي ، لا أعلم ، بعض الأحيان يعتب عتبا لا أقوى عليه كل كلمة منه تتعبني تأخذ من صحتي وكأن لكلماته رأس حاد يطعن قلبي ، لم يعد هو ذاك الذي عشقته و ارتبطت به ، أمرا ما قد غير لي مازن ، لا أعلم كيف أتصرف ، كلما اتصلت لا يجيب على اتصالي وإن أرسلت له رسالة فهو يرد على السؤال ولا يكلف نفسه أن يسأل عني وعن حالي ، لا أعلم لا أعلم ، ما رأيك أأذهب إليه أرتل عليه بعض الآيات أحصنه من شر الدنيا ؟ ماذا ؟؟

خلود: أن تذهبي إليه فكرة مناسبة .

سيلا: الآن ؟؟

خلود: لا طبعا الوقت متأخر نحن بعد منتصف الليل نامي !

سيلا : طيب .



وفي الصباح فتحت باب غرفتها لأطمئن عليها وإذ بها جالسه ممسكه بالهاتف ..

خلود :منذ متى وأنتِ مستيقظة ؟

سيلا :منذ قليل وأرى آخر أخبار لانا على صفحة المعجبين .

خلود : أخبار لانا !! طيب سأعد القهوة تعالي .

سيلا : لا سأذهب لمازن ونشرب القهوة معا ثم اتجه إلى عملي .

خلود: مع مازن طيب .

سيلا :نعم ، سأذهب للحديث معه لعلي أعلم مابه على أي حال ليس هذا موضوعنا ، لماذا أنتِ هنا تريدين شيء؟؟

خلود :من سيكون ضيف لانا اليوم في الحلقة ؟

سيلا: ومن أين لي أن أعلم ؟

خلود : ألم تقولي بأنك تتبعي أخبار لانا ؟؟!!

ترمقني وتضحك

سيلا :اطلعي لبرا يا الذكية ..
وقامت تسألني كالعادة بعدما استعدت إن كان شكلها لائق شعرها أحمر الشفاه كحلها ورمش عينها ، طبعا تسأل عن كل هذا فهي ذاهبه له "مازن"
ورجعت من عنده سعيدة تدندن أغنية فيروز عندي ثقه فيك هذا مزاجها فهي لا تغني إلا إذا كانت - رايقه - على رأي اللبنانيين .. ابتسمت لها 
خلود :أدام الله هذه الراحة التي على محياك يا أختاه

سيلا :تسلمي راح صلي وأرجع أعملي لنا قهوة كوني مفيدة شي مرة .
صلاتها ودعائها ومناجاتها لم تك إلا له ، له هو دون غيره وكل الصدقات التي كانت تتصدق بها كان له فيها الجزء الأكبر ، كانت تحتفظ بصندوق للصدقات تابع لأحد الجمعيات كان الصندوق باسمه وكانت تكفل يتيم باسمه وتبرر ذلك -أريده رقيق لي في الدنيا و الآخرة لتشفع له الصدقات وتشفع لي وندخل الجنة معاً أريده يا الله جنة الدنيا فردسوها و زوجي في فردوس الآخرة -
خرجت من الغرفة جلست أمامي تحكي عنه وعما قال وكيف كانت هي سعيدة ، هكذا هو بكلمه يطير بها لسابع سما وبكلمه يحطمها .. المشكلة ليست فيه المشكلة حبها الشديد له وتعلقها به ، و المشكلة الأكبر هو على الطرف الآخر يعشقها بجنون لا أحد يمكنه أن ينكر هذه الحقيقة ، عشقهم جنون .
بين عيد العشاق وعيدها 4 أيام وهو يبدأ بإرسال الورد من اليوم الأول لشهر فبراير-شباط- إلى آخر يوم في الشهر وعندما تسأله لماذا يرد عليها لأنه شهرك شهر حب لأنك تستحقين أن يحتفل بك لمدة شهر لا يوم .
كريم الطباع عاشق مجنون ، كم كان لها بعض الأحيان الأب و الأخ والصديق و دائما وأبدا حبيب ، أجمل قصة حب كانت قصتهم كانت نعم كانت وما أصعب الحديث عنهم بصيغة الماضي .
قبل عام من الآن تغير الحال بينهم لماذا لا أعلم؟ مكالمة الحب الطويلة باتت سهرات عتب ، رسائل الغزل المحرجة صارت تبرير ونقاشات لا تنتهي ، لقاءاتهم الشاعرية بعيدا عن الأنظار صارت عشاء مع الأصدقاء أو أي نشاط يجمع بهم مع أصدقائهم المشتركين وكأنما الحب مات بينهم ولكن هذا غير ممكن فالحب لا يموت وبالذات حبهم .
إنما الذي تغير في الأمر أنها كانت تسكت على عتابه القاسي واتهاماته الباطلة لها بالتقصير ، وعندما بدت ترد عليه وتعامله كما يعاملها لم يحتمل هذه المعاملة وصار باب العتاب بينهم لا يغلق أبدا ، أحبوا بعض بشدة ، وأحبها بجنون ودائما كان جنبها قريب منها للحد الذي لا يسمح لها أن تقترب من غيره يحتويها أكثر مما قد تحتويها والدتها دائما كان يدفعها لتحقق أحلامها كان ثقتها بنفسها بربها بالحياة و الوجود وكان إيمانها في الحياة لذا ربما عندما عاملها بطبيعة لا بجنون أحست أنه مقصر معها ولأول مرة عتبت عليه
ولأنها المرة الأولى التي يعتب فيها قلبها الطفولي قلبها الذي لطالما أحبه ولطالما أشعره أنه كامل برغم عيوبه قلبها الذي كان دائما يتحمل جم غضبه و كلماته القاسية ، كيف وقفت أمامه هذه المرة كصخره وسط الموج لا يكسرها عتبه و لا يذيبها دمعها بسبب غضبه . تغير الاثنان وهما السبب في تغير بعض .
أذكر أن خلافاً حدث بينهم مرة جعلني أشك كثيرا أنها نهاية علاقتهم ، لكنها تخشى ذاك كثيرا تخاف حياة تخلوا منه عمر بدونه ، فقامت وأرسلت رسالة إلى المذيعة لانا الجندي تأخذ برأيها وما العمل مع هذا الحب الكبير ، فما كان من لانا إلا أن قالت لها تحدي مخاوفك و عيشي حبك .
وبعد فترة قامت هي بكتابة ما حصل بينها وبين لانا على صفحتها في الفيس بوك وكيف أن نصيحة لانا هي السبب في السعادة التي تشعر بها الآن و الدافع الأكبر لقرارها ، فعلقت لانا على ما كتبته وقالت لها يا نصف جنوني .
شخصيا سعدت يومها بتعليق لانا الذي لها الأثر الكبير على سيلا لكن اليوم أخاف على لانا إن كان نصف جنونها من سيلا
، و أخاف أكثر أن يكون حبها كحب سيلا، لا تتعدوا حدود المعقول في حبكم فاللامعقول عاقبته وخيمة ،
قررت سيلا الارتباط بمازن رسميا وهو أمر طبيعي لكل علاقة حب ، وقاموا بلبس الخواتم في حفلة صغيرة بأحد مطاعم بيروت بحضوري أنا والأصدقاء على أن تتم الحفلة الكبيرة في أول فرصة تمكنهم من السفر إلى الجزائر .
أضافة لهم هذه الخطوة سعادة وراحه و اطمئنان ، كانت سيلا سعيدة بالخاتم بما حفر داخل الخاتم وكانت تتفقد الخاتم في اصبعها كل حين و كأنها تتفقد نبضها ،وتغيرت الأحاديث بينهم وصار تفكيرهم متى سنعلن الخطوبة في الجزائر ومتى نحدد تاريخ الزفاف أين نستأجر بيت في لبنان أم نعود ونبني حياتنا في الجزائر كانت هي مع فكرة العودة و الاستقرار هناك ، أما هو فكان يفضل البقاء في بيروت ، وكانت تستفزه بعض الأحيان ضاحكة وتقول له ما رأيك لو نهاجر إلى دبي وأكون أنا بالقرب من لانا صدقني أضمن لك حياة سعيدة سأكون في أفضل حاله مزاجيه . وبين مصلحة مازن وما يناسبها سيلا اختلاف وجهات نظر و أولويات ونقاشات تنتهي بلا قرار
وقبل شهر ونص من الآن على حد علمي ، حدث بينهم خلاف جعل سيلا في حاله يرثى لها نعم يرثى لها ، لم تبلغني بتفاصيل كعادتها لكنها قالت أن الأمر يتعلق بثقتها فيه ، وأنه اتهمها بأنها تشك فيه و بمحبته اخلاصه و وفائه لها ، وأنها جرحته جرح صعب صعب أن يلتئم وإن حدث فسيظل الأثر يذكره بما حدث ، كل هذا لأنها سألته لما يا حبيبي أهملتني , واستمرت سيلا تحلف بحبها وثقتها به وأن ما قالته لم يكن أكثر من سؤال مجرد سؤال روتيني ، وأقول لكم ما جاء على لسانها انا لا أثق فيه أنا !! أنا عندي ثقه فيه هو أملي هو حلمي ، آه وبعد كل الذي كتبته في حبه يقول هذا أنا أشك فيه أنا لم أشك يوما أنه يحبني كما لا أحد يحب هو أول ما ابدأ به يومي وآخره هو إن لم يكن أول حديثي فلا بد من أن يكون نهايته فكيف له أن يظن أو يفكر أني كنت أقصد إهانته أو جرحه .
وعلى هذا الحال كانت حالتها تزداد سوء يوما بعد الآخر ، لذا اقترحت عليها أن نجتمع مع بعض الصديقات لعلها تنسى الموضوع قليلا ، ولكن الأسى الذي  يسكنها كان واضح للجميع ولم يمنعهم من السؤال و الاستفسار إن لم يكن منها مباشر فكان مني بحكم أني أشاركها ذات البيت و أختها ، 
ليلى : ما بالها سيلا وماهذا التعب الذي يبدوا عليها ؟

خلود : لا تنام جيدا بسبب الانشغال .

رفل : مستحيل كل هذا بسبب السهر !! هذه الكآبة التي تتحدث بها أيضا بسبب الانشغال ؟

احسان : خلود هل تعاني سيلا من مشكلة ما ؟

حنين: بكل تأكيد تعاني من أمر ما ، حتى نصائحها التي أبدتها لي كانت غريبه ، كأن نحول الألم النفسي الذي نشعر به إلى ألم جسدي نعرف مكانه و مصدره ، و أبسط شيء هو أن تغرس أظفر السبابه تحت أظفر الابهام لمدة من دقيقة إلى ثلاث دقائق وسيحدث جرح أو كدمه تحت الاظفر لا يمكنك الوصول لها لكنها تؤلم جدا .

ليلى : خلود مالذي يجري مع سيلا ؟؟

خلود : لا أعلم لكنها متعبه مرهقه مشغولة البال لذا اقترحت أن نجتمع اليوم لعلكم تساعدون في إخراجها من هذه الحالة .
وسهرنا وضحكنا لكن حديث حنين لم يغيب عن بالي فإذا كانت سيلا مقتنعة بفكرة تحويل الألم النفسي إلى جسدي فهذا ما يفسر الجروح الصغيرة على أطراف أصابعها التي تعاني منها دائما ، و الكدمات التي تظهر على أظافرها بين الحين و الآخر ، و الجرح الذي أحدثه لها المقص في راحة يدها أول الشهر هل كان متعمدا ، ألهذا الحد تتألم سيلا !!
ولم يخرجني من أفكاري إلا صوتها وهي تطلب أغنية فيروز عندي ثقه فيك و تقول 
هذه الأغنية تمثل حالي تماما مع مازن ، كنت أفكر أن اغنيها له في حفل زفافنا .

ليلى : لاا ارحمينا من صوتك يومها .

رفل : اهديه أغنية تناسب يوم زفافكم . 

وتجاهلت هي تعليقاتهم وراحت تغني مع فيروز ،
عندي ثقة فيك
عندي أمل فيك
وبيكفّيك
شو بدك يعني أكتر بعد فيك؟
عندي حلم فيك
عندي وَلَع فيك
وبيكفيك
شو بدّك أنّو يعني موت فيك؟
و الله رح موت فيك
صدق إذا فيك
وبيكفيك
شو بدّك منّي إذا متت فيك؟
معقول في أكتر؟
أنا ما عندي أكتر
كلّ الجمل يعني عم تنتهي فيك
حبيتك متل ما حدا حب
ولا بيوم رح بيحب
وأنتا شايفها عادية
ومش بهالأهمية
بجرّب ما بفهم شو علّقني بس فيك
بكتب شعر فيك
بكتب نثر فيك
وبيكفيك
شو ممكن يعني إكتب بعد فيك
معقول في أكتر؟
أنا ما عندي أكتر
ما كلّ الجمل يعني عم تنتهي فيك
بتحكيني متل طفل صغير
وهاملني كتير
لو شي مرّة صبحية
تفكّر تتّصل فيّي
قلّي شو يللي بيعلّقني بس فيك كلّ الجمل والحكي والكلام فيك




وبعد ما انصرفت كل الصديقات ولم يبقى أحد سوانا اتجهت إلى غرفتها أريد التحدث معها عما قالته لحنين و هل ما مر ببالي صحيح أو لا ، ولكن صوتها منعني من طرق الباب و الدخول كان صوتها عالي و لا أعلم هل كانت تتحدث عبر الهاتف ام كانت أفكارها بصوت مسموع ولكن ما سمعته جعلني أفضل تركها لوحدها ..

سيلا : أنا لا حياة لي بدون مازن ماذا أفعل كيف أتحمل الحياة بدونه الموت أهون من حياة بلا مازن ، كيف يتركني كيف وهو يعلم أن بعده عني يعني موت و الموت ارحم من حياة بدون مازن .
و في صباح اليوم فاجئني اتصال من أحد المستشفيات يبلغني أن سيلا تعرضت لحادث مروري وهي عندهم وأن رقمي هو الرقم المسجل عندهم في سجلها و الرقم الآخر خارج منطقة التغطية ، وعلمت أن الرقم الآخر لمازن فأنا أيضا أتصلت به وكان خارج منطقة التغطية .
إلى الآن لا نعلم حقيقة الحادث التي تعرضت له كيف فلا وجود لشهود عيان و لا طرف آخر وحدها عثروا على سيارتها على أحد الأرصفة صدمت عمود إنارة للطريق و كان الحادث قويا وسيلا حاليا غائبه عن الوعي بسبب العمليات التي أجريت لها .
أكان حادث مروري فعلا أو محاولة انتحار لأن لا حياة بدون مازن لست أعلم ولكن للمرة الأولى أشعر بمدى حبها اللامعقول لمازن .

 حبيبتك متل ما حدا حب ، و المقطع الآخر والله رح موت فيك ، من أغنية فيروز كانا يدوران في رأسي وكلمتها امس هذه الأغنية تمثلني ..


أتأملها وهي نائمة على سرير الموت أمامي و أشغل لها حلقة لانا لأنها لا تقل أهمية من مازن ، وإن كان مازن سبب موتها فلعل لانا تكون سبب حياتها .


صورة الخلفية لهاتف سيلا المحمول
 

صورة لسيلا مع الكوب الذي يحمل صورة لانا الجندي

 
 
خلود عبدالله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق