السبت، 27 فبراير 2016

يا خوف فؤادي من غدي #5

 "مطار مدينة القهر و اليأس الدولي "

أصل الي مدينتي، أصل اليها كغريب يزورها للمرة الأولى، يسألني سائق سيارة الأجرة، إلى أين؟ وأنا لا أعلم بماذا أجيب؟ أين أذهب .. أين أذهب.. وأنا لا أعلم حتى كيف وصلت إلى هنا؟

غضبي أعمى عيناي و شلّ تفكيري، خرجت من منزل والدي بعد أن اكتشفت الحقيقة وأنا لا أحتمل النظر إلى أحد ولا أطيق الاستماع لأحد، لا أعلم كيف أنهيت المكالمة مع أمي و أقنعتها أن ما أقصده ببيت أبي هو قبره، فعلا لم يكن له ذاك البيت إلا قبرا .

ويكرر الرجل إلى أين الوجهة؟ أين أذهب ؟

إلى أين ستكون وجهتي إن لم تكن إلى أمي؟ وأنا التي لا أملك في هذه الأرض سواها..

- إذهب إلى العنوان التالي إذا سمحت..

* تشير ساعة السيارةإلى الثامنة صباحا، في هذا الوقت تكون أمي على وصول إلى مقرّ عملها، ويجدر أنه لم يحدث يوما أن تأخرت عن عملها، هي تُقدس عملها، تُحبه إلى الحدّ الذي لم أكن أتصوره.. أو ليست مهنتها من اضطرتها إلى ترك أبي؟

قد تصل إلى مكتبها تتفقد المحامين لديها ومن بعد ذلك ترسل لي رسالة، و من بعدها بثلاث ساعات أو وفق جدول أعمالها تفاجئني باتصال، المهم في الأمر الآن أنها لن تكتشف أمر عودتي ..

ها هو جدي كالعادة يخرج لتناول الفطور في حديقة البيت، الآن سأنزل من سيارة الأجرة، فمن الصعب عليَّ مواجهة أمي بما عرفت ولكن لربما أتمكن من معرفة بعض الأمور من جدي و جدتي ..

- شوق : صباح الخير

- أبو فاطمة: شوق؟ أنتي هنا و فاطمة تقول بأنك هناك ؟

- شوق : نعم أنا هنا

- أبو فاطمة : ومالذي أتى بك منذ الصباح الباكر؟

- شوق : لا شيء .. لا أعلم أين أذهب فقررت أن أزوك يا جدي

- أبو فاطمة : فقررتي زيارتي بارك الله فيك

- شوق : نعم

- أبو فاطمة : أتعلمين أمراً يا شوق، في بعض الأحيان أقول أنك أحن أحفادي وأطيبهم قلبا ولكن حين أتذكر أنك بنت فاطمة يرتعش قلبي ..

- شوق : وبنت مازن أيضا، ولكن لِمَ تلك الإرتعاشة؟

- أبو فاطمة : آااه مازن رحمة الله عليه

- شوق : حدثني عن والدي يا جدي

- أبو فاطمة : كان رجلاً طيباً

- شوق : وبعد

- أبو فاطمة : رحمة الله عليه، لا يجوز على الميت إلا الرحمة

- شوق : رحمة الله عليه، ولكن حدثني عنه فأنا ما التقيت به، ولا بوالديه، ولا عمّتي التي ذكرتها أمي ذات مرة.

- أبو فاطمة : يقولون أن والده منفصل عن والدته، و سمعت من جدتك أن والدته توفيت بعد وفاته أما أخته فلا أعلم ..

 حاولَ جدي أن يتهرب مني و من أسئلتي ومن ثم أتت جدتي وسمعت حديثي فأخذتني إلى الداخل - وسألت عن سبب وجودي المفاجئ – وقالت:
- شوق : لا شيء .. لا أعلم أين أذهب فقررت أن أزوك يا جدي

- أبو فاطمة : فقررتي زيارتي بارك الله فيك

- شوق : نعم

- أبو فاطمة : أتعلمين أمراً يا شوق، في بعض الأحيان أقول أنك أحن أحفادي وأطيبهم قلبا ولكن حين أتذكر أنك بنت فاطمة يرتعش قلبي ..

- شوق : وبنت مازن أيضا، ولكن لِمَ تلك الإرتعاشة؟

- أبو فاطمة : آااه مازن رحمة الله عليه

- شوق : حدثني عن والدي يا جدي

- أبو فاطمة : كان رجلاً طيباً

- شوق : وبعد

- أبو فاطمة : رحمة الله عليه، لا يجوز على الميت إلا الرحمة

- شوق : رحمة الله عليه، ولكن حدثني عنه فأنا ما التقيت به، ولا بوالديه، ولا عمّتي التي ذكرتها أمي ذات مرة.

- أبو فاطمة : يقولون أن والده منفصل عن والدته، و سمعت من جدتك أن والدته توفيت بعد وفاته أما أخته فلا أعلم ..

 حاولَ جدي أن يتهرب مني و من أسئلتي ومن ثم أتت جدتي وسمعت حديثي فأخذتني إلى الداخل - وسألت عن سبب وجودي المفاجئ – وقالت:


لقد كبرتي يا شوق وكبُرَ فضولك، تعرفين أن جدك لا يحب ذكر والدك ولا الحديث عنه، قد كان مازن رجلا طيبا قست عليه الدنيا، ما التقينا به كثيرا ولكن دائما كنت اتمنى أن يقترب أكثر، كانت عيناه تقول الكثير و ابتسامته جميلة، كان شهما وأحب والدتك كثيرا، أتمنى أن يرزقك الله برجلٍ يُحبك كما أحب مازن فاطمة وأن تحبيه كما يحبك ،،، قاطعت حديثها

- سأحبه كما أحبت أمي والدي ..

سكتت جدتي وقالت أتعلمين يا شوق لقد ورثتي من هذا الرجل قلبه.

- وماذا ورثت من أمي ؟

- إلى الآن لا أعلم ماذا ورثتي منها ولكنك تربيتها.

وطال الحديث بيني وبين جدتي صارحتها بما عرفت و انصدمت فقلت لها أبلغيني الحقيقة إن كنتي تعلمين فلا أقوى على مواجهة أمي، و قالت لي جدتي كل شيء.

كانت مشكلة فاطمة في الحياة هي الرجل واستصغار والدها لها.. لم تكن علاقتهم طيبة كما هي مع باقي أخواتها بل على العكس كانوا أعداءً.

رفض أن تكمل دراستها الجامعية بناءً على معتقداته أن البنت بعد الثانوية تتزوج ولكنها عاندت و أصرت و امتهنت الحقوق كانت تعانده في كل شي، لم تكن مهتمة لأمر الطبيب مازن، كانت تردد هذا الطبيب مسكين مشاعره واضحة، عيناه تفضحه وكنت أقول لها، وأنتِ؟ فكانت تردّ: كثيرة هي العيون التى أعجبت بي ولكن عيناه مختلفتان، بالفعل كان مازن مختلفا في صدق مشاعره، وعندما علمت بأمر خطبته لها ورفض والدها جن جنونها، وأصرّت أن تتزوج بمازن ليس حبّا بمازن كما كان يظن بل عنادا بوالدها و عندما نصحتها قالت مازن طبيب و يعشقني لن أندم على خوض معركة بمازن ضد والدي.

وبعد زواجها قالت محظوظة من تكون زوجة مازن، لم تندم فكان يكفيها أنه طبيب و هي محامية، تكافؤوا من الناحية المهنية ولكن مازن كان يعشق فاطمة أما فاطمة فكانت تقول زوجي و أحترمه ..

عندما قرر مازن الإستقرار في كندا ليضمن حياة ًسعيدةً لهما لم تسمح لها أنانيتها أن تتخلى عن وظيفتها و اسمها فما كان منها إلا أن لجأت لوالدها، كان سعيدا بلجوئها إليه معتقدا أنها نادمة لكنها كانت قوية وقالت له لا تحسب أنني نادمة أو اكتشفت أنك على حق..لا.. ولكن لا يمكنني أن أتخلى عن وظيفتي واسمي وأن أذهب لأبدأ من جديد، ومازن أضعف من مواجهتك فهو يفضل الحياة بسلام وإن كنت تريد إن ترد هيبتك و تثأر لنفسك من مازن فطلقني منه بدلا من تشويه سمعته بين الناس والتعدي عليه في مكان عمله، فما كان من جدك إلا إن وافق، لم أكن أعلم بأنها أخفت عنه خبر حملها إلا بعدما وقع الطلاق، قالت لم أكن أعلم أنه لا يعلم، كنت أذهب لرفل عمدا لعلّها تبلغه بالأمر، قست عليه وهو لا يستحق القسوة وكأنها تنتقم من كل الرجال بسبب والدها ..

ولكن عندما وصل لها خبر وفاته تفاجأت باتصال من والدته يقول لها مات ولدي الوحيد بسببك، أعلم أن قلبه لا يحمل لك إلا الحب فما كان ليموت وهو يكتب لك رسالة اعتذار برغم أنه الخطأ في حقك لم يكن منه بل أنتي من أخطأ في حقه، ولكن اعلمي أن قلبي لن يسامحك أبدا وربي لن ينسى الذي قمتي به لمازن.. حسبي الله ونعم الوكيل، واسمعي يا فاطمة الدنيا دين ووفاء وكل ما تقومين به يعود لك، سيفجع الله قلبك كما فجعتي قلبي على وحيدي.

تغيّرت فاطمة وصارت حياتها وظيفتها وأنتِ، لا شيء آخر حتى الحرب التي كانت بينها وبين والدها تخلّت عنها، وكانت تردد أن كل ما تفعله من أجل شوق لتحيا بسلام، كانت تبكي ندما كثيرا بعدما مات مازن ومازالت حتى الآن تبكي على مازن، تبكي ندما وحسرة وخوفا من أن يفطر قلبها بك، ألا تلاحظين خوفها المبالغ به عليك؟ تقول كثيرا ما تزورني في المنام والدة مازن و تكرر دعوتها سيفجعك الله ..

أسمتك شوق كما كان يرغب مازن وتسافر بك إلى قبره كل عام لأنه يستحق ذلك وأكثر ولم تعترف بقدره و لم تشعر بأنها تحمل له مشاعر إلا عندما فقدته للأبد و لا تعلم إن كانت مشاعرها حقا حب أم ندم أم خوف،ولكن ابنتي تحيا في عذاب يا شوق قد يكون عذاب مازن أنها كانت حياته ولكن فاطمة تحيا في عذاب و تأنيب ضمير، 18 عاما يا شوق ..

كنت أفهم مقصد جدتي تماما كانت تخاف أن أكسر قلب أمي ولكن الأمر الذي تجهله جدتي بأنني ورثت من مازن طيبة قلبه و من أمي مقدرتها على الكتمان كما تخاف أمي من أن أكسر قلبها أخشى عليها أيضا من الحزن فكيف أكون سبب حزنها كما أحبها والدي وأكثر من حبها ..

خرجت من منزل جدي وقد اتخذت قراري ألا أبوح لأمي أبدا بما اكتشفته وأن أنسى كل الذي عرفته، وأصارحها بقرار عودتي وإكمال دراستي هنا بالقرب منها وسأكتفي بالتواصل مع سام صديق والدي الذي يرحب بي دائما وقد سلّمني مفتاح منزل والدي وقال هو لك .. منزل والدك يخصّك ..

و سأظل كوالدي يا خوف فؤادي من غدي ماذا سيحمل لي ..

                                            النهاية

#خلود_عبدالله

الجمعة، 5 فبراير 2016

يا خوف فؤادي من غدي #4


أجلس على مكتب والدي محاطة بأوراقه، صورة مدوناته، كل أسراره مع والدتي وصوت سام يتكرر في رأسي وهو يروي لي قصة والدي، والدي الذي أحب الشخص الخطأ.. هل حقا هناك شخص خطأ في و قت خطأ؟؟ هل يقسو علينا القدر؟ الحقيقة أنه لم يقسُ عليَّ وحدي بل على أمي، أبي وأنا .
يقول والدي : لم يجمعني بفاطمة حبٌّ من النظرة الأولى لا، بل كانت الجزء الذي ينقصني و عثرت عليه، هي جزء من روحي لا أكتمل إلا به، بحضورها يعزف قلبي أعذب الألحان و تمطر مزون السعادة كلما نطقت باسم مازن.
كان من الصعب أن أحبس حبي بقلبي وخلف أضلعي، بُحتُ لها بهيامي، لم أكن أحبها بل هائم بذاك الحب، غارق في بحر عشقها، وما كان منها إلا أن تركتني خلفها وحيدا
ولم تنبس بحرف..
فطلبت من أمي أن تخطبها لي، وخطبتها مرة و إثنتان وثلاثة، ورغم اعتراض والدتي بأنها ليست الفتاة المناسبة ورغم رفض والدها المتكرر بسبب المشكلة، والقضية كانت مع زوج عائشة.
و في المرة الأخيرة التى قيل بها أن فاطمة قد خُطِبت، اتصلت بفاطمة حينها، وقلت لها: "الله يهنّي راعي النصيب "، فأجابت: "لا نصيب لي إلا معك ".
ومن هنا اتفقنا على الزواج بالرغم من رفض والدها و اعتراض والدتي، سافرنا بالفعل إلى بيروت برفقة سام وشوق و تزوجنا، أكملت بها ديني و روحي لتكمل معي سنوات عمري الباقية، هي لم تكن نصفي الآخر بل كُلَّ كُلي،أمضينا في بيروت يومان وعدنا أدراجنا إلى بلاد القهر واليأس مستعدين لما ينتظرنا من والدها ووالدتي..
كانت المحطة الأولى هي بيت والد فاطمة وكانت المواجهة عنيفة مع طرد فاطمة  من البيت و قد تبرأ منها إلى يوم الدين.
لم تبكِ فاطمة، لم تنهار، خرجت من بيت والدها بكل قوة ، بكل قوة تخلّت عن عائلهتا لأجلي ..
ودخلتُ على والدتي ممسكا بيد فاطمة فما كان منها إلا الإستغراب، أبلغتُها بأننا تزوجنا و أن سام قد كان شاهداً على زواجي، فقالت حرمتني من الفرح بزواجك و تطلب مني أن أشاركك سعادك بزواجك، لا لا يا مازن يا ولدي الوحيد كسرت
 قلبي.
 أمي يا أمي يا أول هناء الجنة لا تحرميني جنتك ورضاك.. ولكن غضب الأم أعمى عينيها فمسكتُ بيد فاطمة وخرجت من بيت أمي .
أمضينا أنا وفاطمة أول أشهر زواجنا بمواجهة من حولنا فكان منهم الرافض الذي تخلى عنا ومنهم المشجع الذي أكمل معنا الحياة ومن بين الجميع كان الوالد مستمراً في مضايقتنا، وصل به الأمر إلى التشهير بسمعتي والمساس بمهنيتي، وكانت أمي عندما تسمع الذي يحدث تزيد من ضغطها عليّ، وتكرر بأنني لا أستحق كل هذا لأنها ليست الفتاة التي تناسبني، وكان جوابي دائما بأنها تخلّت عن عائلتها لأجلي فكيف لا تناسبني!!
كانت الضغوط التي أتعرض لها تتعبني، تنهكني ففكرت في اللحاق بسام والإستقرار مع فاطمة بعيدا عن بلاد القهر والياس ..
رفضت فاطمة في الأول: كيف أترك وطني، وظيفتي، واسمي الذي بات يلمع يا مازن كيف أترك هذا ؟
أقنعتها أنها ستكبر هناك أيضا، سنكون سعداء معاً.. أ ليست سعادتنا معا أهم من كل أمور الدنيا الفانية.
سبقتها إلى كندا أبحث عن منزل واخترت منزلا بالقرب من سام حتى لا يكون وحيدا بعد موت الغاليه شوق .. و كانت وظيفتي مع سام في نفس المستشفى، كنت أنقل الأخبار إلى فاطمة (أول بأول) بعدما أكملت البيت طلبت منها القدوم ولكن هنا كانت الصدمة حيث رفضت وقالت لن ألحق بك ولن أستقر في كندا وأترك عملي..
لنفترق يا مازن وليعش كل واحد منا الحياة التي تناسبه ..
وكنت في كل مرة أعزي نفسها بخوفها من الغربة والبلد الغريب فكنت ارسل لها صورا عن ملكية البيت وعقد العمل الذي حصلت عليه و العروض التي حصلت عليها من الشركات لتعمل لديهم في الشؤون القانونية، ولكن بلا فائدة والأشهر تمر إلى أن اتصلت بي أمي يوما وقالت :مازن زارنا اليوم والد فاطمة وطلب مني أن أبلغك الرسالة التالية: طلق بنتي ، فاطمة عادت إلى بيت والدها ...
- عادت لبيت والدها ؟ أحقا يا أمي؟ كانت رغبتها أم أنه أجبرها ؟
- لقد عادت يا مازن إلى بيت والدها وزارني اليوم وقال ما قلته لك ولكنني أبلغته ان مازن تركني وغادر ولا شأن لي بمازن أو زوجته ..
وفعلا عادت فاطمة لوالدها، الذي تبرأ منها ليوم الدين؛ يبدو أن يوم الدين كان هو اليوم الذي تقرر فيه فاطمة العودة إلى والدها عادت إليه ليكن قوتها وكي يقف أمامي من جديد لننفصل واتصل بي وقال: إمّا أن تطلقها بهدوء أو بيننا المحاكم..
 فاطمة كيف ننفصل! كيف تتجزء الروح! كيف أنفصل عنك! وقالت "إنها رغبتي طلقني"، كيف أطلّق روحي ..
لم تمنحني فاطمة وقتا كافيا كي أتخطى الصدمة الأولى، صدمة قرارها بالإنفصال حتى تلقيت الصدمة التالية، لجأت فاطمة إلى القضاء و تحدد موعد الجلسة الأولى ، تأكدت بأنها حقا رغبة فاطمة فقبل موعد الجلسة قصدت محاميا و طلقت فاطمة وكان سام شاهد وأقسمت أن لا أعود إلى بلاد القهر واليأس بعد، وحملت سام أمانه صعبة أن يسلم فاطمة وثيقة الطلاق بدلا عني في المحكمة قبل الجلسة..
وكان الذي طلبته من سام أمرا نافذا ، أما الصدمة الأخيرة عندما عاد سام من

بلاد القهر و اليأس وأبلغني أنه حين التقى بفاطمة كانت حامل و رفل أكدت له موضوع حملها لأن رفل طبيبتها ..
حامل !! فاطمة حامل و لا خبر لي لماذا لم تبلغيني يا فاطمة لماذا؟
وعلمت بالأمر بعدما أقسمت و حاولت الإتصال بها مرارا و تكرارا ولكنها لم تجيب
فما كان مني إلا التواصل مع رفل وأكدت الموضوع:
- فاطمة حامل يا مازن أ لم تكن تعلم ؟؟
-لا علم لي وقد انفصلنا يا رفل.. انفصلت روحي عن روحي وتريد اليوم أن تبعد بيني وبين الروح التي كانت ستجمعنا ..
وعندما سألت رفل لما لم تبلغني بأمر الحمل؟
مازن تركني وتخلى عني واختار الحياة في كندا بدلا من الحياة بقربي فلماذا أبلغه بأمر الطفل الذي لا يعني له شيئا، هذا كما أن سام أبلغني بأن مازن أقسم بانه لن يعود لهذه البلاد بعد انفصالنا فلماذا يعلم بأمر الطفل وعندما يولد طفلي سيعلم عن والده تخلى عنه ..
 ما تخليت عن طفلي وما تخليت عنك يا فاطمة، أشهر وأنا أحاول أن أمنعك عن قرار الإنفصال، تخليت عن وطني وأمي وهاجرت حتى أضمن لي ولك حياة سعيدة بعيدا عن والدك فما كان منك إلا إن عدتي نادمه إلى والدك، طفلي أو طفلتي التي اخترت لها إسماً على شوق ، ماذا ستكون مشاعره لا يعرفني ولا أعرفه ، فاطمة لا تحرميني من طفلي ولا تحرميني منك لنجتمع يافاطمة يا روحا من روحي ..
بعثت لها برسائل كثيرة و حاولت رفل معها إلا أن إجابتها كانت واحدة.. مازن تخلى عني وعن طفلي بكل سهولة حتى أنه أرسل الورقه مع سام لم يحضر،وأقسم أنه لن يعود ...

 أبلغني سام أن والدي توفا بسكته قلبية في مكتبه، و كل هذه التساؤلات كانت مطروحة على الأوراق أمامه ..
ويرن هاتف شوق
فاطمة : شوق أين انتي ؟
شوق : أنا في البيت الذي كان سيكون بيت السعادة
فاطمة : شوق أين انتي ؟؟
شوق : في بيت والدي .