أجلس على مكتب والدي محاطة بأوراقه، صورة مدوناته، كل أسراره مع والدتي وصوت سام يتكرر في رأسي وهو يروي لي قصة والدي، والدي الذي أحب الشخص الخطأ.. هل حقا هناك شخص خطأ في و قت خطأ؟؟ هل يقسو علينا القدر؟ الحقيقة أنه لم يقسُ عليَّ وحدي بل على أمي، أبي وأنا .
يقول والدي : لم يجمعني بفاطمة حبٌّ من النظرة الأولى لا، بل كانت الجزء الذي ينقصني و عثرت عليه، هي جزء من روحي لا أكتمل إلا به، بحضورها يعزف قلبي أعذب الألحان و تمطر مزون السعادة كلما نطقت باسم مازن.
كان من الصعب أن أحبس حبي بقلبي وخلف أضلعي، بُحتُ لها بهيامي، لم أكن أحبها بل هائم بذاك الحب، غارق في بحر عشقها، وما كان منها إلا أن تركتني خلفها وحيدا
ولم تنبس بحرف..
فطلبت من أمي أن تخطبها لي، وخطبتها مرة و إثنتان وثلاثة، ورغم اعتراض والدتي بأنها ليست الفتاة المناسبة ورغم رفض والدها المتكرر بسبب المشكلة، والقضية كانت مع زوج عائشة.
و في المرة الأخيرة التى قيل بها أن فاطمة قد خُطِبت، اتصلت بفاطمة حينها، وقلت لها: "الله يهنّي راعي النصيب "، فأجابت: "لا نصيب لي إلا معك ".
ومن هنا اتفقنا على الزواج بالرغم من رفض والدها و اعتراض والدتي، سافرنا بالفعل إلى بيروت برفقة سام وشوق و تزوجنا، أكملت بها ديني و روحي لتكمل معي سنوات عمري الباقية، هي لم تكن نصفي الآخر بل كُلَّ كُلي،أمضينا في بيروت يومان وعدنا أدراجنا إلى بلاد القهر واليأس مستعدين لما ينتظرنا من والدها ووالدتي..
كانت المحطة الأولى هي بيت والد فاطمة وكانت المواجهة عنيفة مع طرد فاطمة من البيت و قد تبرأ منها إلى يوم الدين.
لم تبكِ فاطمة، لم تنهار، خرجت من بيت والدها بكل قوة ، بكل قوة تخلّت عن عائلهتا لأجلي ..
ودخلتُ على والدتي ممسكا بيد فاطمة فما كان منها إلا الإستغراب، أبلغتُها بأننا تزوجنا و أن سام قد كان شاهداً على زواجي، فقالت حرمتني من الفرح بزواجك و تطلب مني أن أشاركك سعادك بزواجك، لا لا يا مازن يا ولدي الوحيد كسرت
قلبي.
أمي يا أمي يا أول هناء الجنة لا تحرميني جنتك ورضاك.. ولكن غضب الأم أعمى عينيها فمسكتُ بيد فاطمة وخرجت من بيت أمي .
أمضينا أنا وفاطمة أول أشهر زواجنا بمواجهة من حولنا فكان منهم الرافض الذي تخلى عنا ومنهم المشجع الذي أكمل معنا الحياة ومن بين الجميع كان الوالد مستمراً في مضايقتنا، وصل به الأمر إلى التشهير بسمعتي والمساس بمهنيتي، وكانت أمي عندما تسمع الذي يحدث تزيد من ضغطها عليّ، وتكرر بأنني لا أستحق كل هذا لأنها ليست الفتاة التي تناسبني، وكان جوابي دائما بأنها تخلّت عن عائلتها لأجلي فكيف لا تناسبني!!
كانت الضغوط التي أتعرض لها تتعبني، تنهكني ففكرت في اللحاق بسام والإستقرار مع فاطمة بعيدا عن بلاد القهر والياس ..
رفضت فاطمة في الأول: كيف أترك وطني، وظيفتي، واسمي الذي بات يلمع يا مازن كيف أترك هذا ؟
أقنعتها أنها ستكبر هناك أيضا، سنكون سعداء معاً.. أ ليست سعادتنا معا أهم من كل أمور الدنيا الفانية.
سبقتها إلى كندا أبحث عن منزل واخترت منزلا بالقرب من سام حتى لا يكون وحيدا بعد موت الغاليه شوق .. و كانت وظيفتي مع سام في نفس المستشفى، كنت أنقل الأخبار إلى فاطمة (أول بأول) بعدما أكملت البيت طلبت منها القدوم ولكن هنا كانت الصدمة حيث رفضت وقالت لن ألحق بك ولن أستقر في كندا وأترك عملي..
لنفترق يا مازن وليعش كل واحد منا الحياة التي تناسبه ..
وكنت في كل مرة أعزي نفسها بخوفها من الغربة والبلد الغريب فكنت ارسل لها صورا عن ملكية البيت وعقد العمل الذي حصلت عليه و العروض التي حصلت عليها من الشركات لتعمل لديهم في الشؤون القانونية، ولكن بلا فائدة والأشهر تمر إلى أن اتصلت بي أمي يوما وقالت :مازن زارنا اليوم والد فاطمة وطلب مني أن أبلغك الرسالة التالية: طلق بنتي ، فاطمة عادت إلى بيت والدها ...
- عادت لبيت والدها ؟ أحقا يا أمي؟ كانت رغبتها أم أنه أجبرها ؟
- لقد عادت يا مازن إلى بيت والدها وزارني اليوم وقال ما قلته لك ولكنني أبلغته ان مازن تركني وغادر ولا شأن لي بمازن أو زوجته ..
وفعلا عادت فاطمة لوالدها، الذي تبرأ منها ليوم الدين؛ يبدو أن يوم الدين كان هو اليوم الذي تقرر فيه فاطمة العودة إلى والدها عادت إليه ليكن قوتها وكي يقف أمامي من جديد لننفصل واتصل بي وقال: إمّا أن تطلقها بهدوء أو بيننا المحاكم..
فاطمة كيف ننفصل! كيف تتجزء الروح! كيف أنفصل عنك! وقالت "إنها رغبتي طلقني"، كيف أطلّق روحي ..
لم تمنحني فاطمة وقتا كافيا كي أتخطى الصدمة الأولى، صدمة قرارها بالإنفصال حتى تلقيت الصدمة التالية، لجأت فاطمة إلى القضاء و تحدد موعد الجلسة الأولى ، تأكدت بأنها حقا رغبة فاطمة فقبل موعد الجلسة قصدت محاميا و طلقت فاطمة وكان سام شاهد وأقسمت أن لا أعود إلى بلاد القهر واليأس بعد، وحملت سام أمانه صعبة أن يسلم فاطمة وثيقة الطلاق بدلا عني في المحكمة قبل الجلسة..
وكان الذي طلبته من سام أمرا نافذا ، أما الصدمة الأخيرة عندما عاد سام من
بلاد القهر و اليأس وأبلغني أنه حين التقى بفاطمة كانت حامل و رفل أكدت له موضوع حملها لأن رفل طبيبتها ..
حامل !! فاطمة حامل و لا خبر لي لماذا لم تبلغيني يا فاطمة لماذا؟
وعلمت بالأمر بعدما أقسمت و حاولت الإتصال بها مرارا و تكرارا ولكنها لم تجيب
فما كان مني إلا التواصل مع رفل وأكدت الموضوع:
- فاطمة حامل يا مازن أ لم تكن تعلم ؟؟
-لا علم لي وقد انفصلنا يا رفل.. انفصلت روحي عن روحي وتريد اليوم أن تبعد بيني وبين الروح التي كانت ستجمعنا ..
وعندما سألت رفل لما لم تبلغني بأمر الحمل؟
مازن تركني وتخلى عني واختار الحياة في كندا بدلا من الحياة بقربي فلماذا أبلغه بأمر الطفل الذي لا يعني له شيئا، هذا كما أن سام أبلغني بأن مازن أقسم بانه لن يعود لهذه البلاد بعد انفصالنا فلماذا يعلم بأمر الطفل وعندما يولد طفلي سيعلم عن والده تخلى عنه ..
ما تخليت عن طفلي وما تخليت عنك يا فاطمة، أشهر وأنا أحاول أن أمنعك عن قرار الإنفصال، تخليت عن وطني وأمي وهاجرت حتى أضمن لي ولك حياة سعيدة بعيدا عن والدك فما كان منك إلا إن عدتي نادمه إلى والدك، طفلي أو طفلتي التي اخترت لها إسماً على شوق ، ماذا ستكون مشاعره لا يعرفني ولا أعرفه ، فاطمة لا تحرميني من طفلي ولا تحرميني منك لنجتمع يافاطمة يا روحا من روحي ..
بعثت لها برسائل كثيرة و حاولت رفل معها إلا أن إجابتها كانت واحدة.. مازن تخلى عني وعن طفلي بكل سهولة حتى أنه أرسل الورقه مع سام لم يحضر،وأقسم أنه لن يعود ...
أبلغني سام أن والدي توفا بسكته قلبية في مكتبه، و كل هذه التساؤلات كانت مطروحة على الأوراق أمامه ..
ويرن هاتف شوق
فاطمة : شوق أين انتي ؟
شوق : أنا في البيت الذي كان سيكون بيت السعادة
فاطمة : شوق أين انتي ؟؟
شوق : في بيت والدي .
 
يالله :(
ردحذفليش كذا :(
شركة تسليك مجارى بالدمام
ردحذفStardew Valley Benzeri Oyunlar
ردحذفCities Skylines Benzeri Oyunlar
MStar Benzeri Oyunlar
Stardoll Benzeri Oyunlar
The Forest Benzeri Oyunlar
JMLKO