السبت، 27 فبراير 2016

يا خوف فؤادي من غدي #5

 "مطار مدينة القهر و اليأس الدولي "

أصل الي مدينتي، أصل اليها كغريب يزورها للمرة الأولى، يسألني سائق سيارة الأجرة، إلى أين؟ وأنا لا أعلم بماذا أجيب؟ أين أذهب .. أين أذهب.. وأنا لا أعلم حتى كيف وصلت إلى هنا؟

غضبي أعمى عيناي و شلّ تفكيري، خرجت من منزل والدي بعد أن اكتشفت الحقيقة وأنا لا أحتمل النظر إلى أحد ولا أطيق الاستماع لأحد، لا أعلم كيف أنهيت المكالمة مع أمي و أقنعتها أن ما أقصده ببيت أبي هو قبره، فعلا لم يكن له ذاك البيت إلا قبرا .

ويكرر الرجل إلى أين الوجهة؟ أين أذهب ؟

إلى أين ستكون وجهتي إن لم تكن إلى أمي؟ وأنا التي لا أملك في هذه الأرض سواها..

- إذهب إلى العنوان التالي إذا سمحت..

* تشير ساعة السيارةإلى الثامنة صباحا، في هذا الوقت تكون أمي على وصول إلى مقرّ عملها، ويجدر أنه لم يحدث يوما أن تأخرت عن عملها، هي تُقدس عملها، تُحبه إلى الحدّ الذي لم أكن أتصوره.. أو ليست مهنتها من اضطرتها إلى ترك أبي؟

قد تصل إلى مكتبها تتفقد المحامين لديها ومن بعد ذلك ترسل لي رسالة، و من بعدها بثلاث ساعات أو وفق جدول أعمالها تفاجئني باتصال، المهم في الأمر الآن أنها لن تكتشف أمر عودتي ..

ها هو جدي كالعادة يخرج لتناول الفطور في حديقة البيت، الآن سأنزل من سيارة الأجرة، فمن الصعب عليَّ مواجهة أمي بما عرفت ولكن لربما أتمكن من معرفة بعض الأمور من جدي و جدتي ..

- شوق : صباح الخير

- أبو فاطمة: شوق؟ أنتي هنا و فاطمة تقول بأنك هناك ؟

- شوق : نعم أنا هنا

- أبو فاطمة : ومالذي أتى بك منذ الصباح الباكر؟

- شوق : لا شيء .. لا أعلم أين أذهب فقررت أن أزوك يا جدي

- أبو فاطمة : فقررتي زيارتي بارك الله فيك

- شوق : نعم

- أبو فاطمة : أتعلمين أمراً يا شوق، في بعض الأحيان أقول أنك أحن أحفادي وأطيبهم قلبا ولكن حين أتذكر أنك بنت فاطمة يرتعش قلبي ..

- شوق : وبنت مازن أيضا، ولكن لِمَ تلك الإرتعاشة؟

- أبو فاطمة : آااه مازن رحمة الله عليه

- شوق : حدثني عن والدي يا جدي

- أبو فاطمة : كان رجلاً طيباً

- شوق : وبعد

- أبو فاطمة : رحمة الله عليه، لا يجوز على الميت إلا الرحمة

- شوق : رحمة الله عليه، ولكن حدثني عنه فأنا ما التقيت به، ولا بوالديه، ولا عمّتي التي ذكرتها أمي ذات مرة.

- أبو فاطمة : يقولون أن والده منفصل عن والدته، و سمعت من جدتك أن والدته توفيت بعد وفاته أما أخته فلا أعلم ..

 حاولَ جدي أن يتهرب مني و من أسئلتي ومن ثم أتت جدتي وسمعت حديثي فأخذتني إلى الداخل - وسألت عن سبب وجودي المفاجئ – وقالت:
- شوق : لا شيء .. لا أعلم أين أذهب فقررت أن أزوك يا جدي

- أبو فاطمة : فقررتي زيارتي بارك الله فيك

- شوق : نعم

- أبو فاطمة : أتعلمين أمراً يا شوق، في بعض الأحيان أقول أنك أحن أحفادي وأطيبهم قلبا ولكن حين أتذكر أنك بنت فاطمة يرتعش قلبي ..

- شوق : وبنت مازن أيضا، ولكن لِمَ تلك الإرتعاشة؟

- أبو فاطمة : آااه مازن رحمة الله عليه

- شوق : حدثني عن والدي يا جدي

- أبو فاطمة : كان رجلاً طيباً

- شوق : وبعد

- أبو فاطمة : رحمة الله عليه، لا يجوز على الميت إلا الرحمة

- شوق : رحمة الله عليه، ولكن حدثني عنه فأنا ما التقيت به، ولا بوالديه، ولا عمّتي التي ذكرتها أمي ذات مرة.

- أبو فاطمة : يقولون أن والده منفصل عن والدته، و سمعت من جدتك أن والدته توفيت بعد وفاته أما أخته فلا أعلم ..

 حاولَ جدي أن يتهرب مني و من أسئلتي ومن ثم أتت جدتي وسمعت حديثي فأخذتني إلى الداخل - وسألت عن سبب وجودي المفاجئ – وقالت:


لقد كبرتي يا شوق وكبُرَ فضولك، تعرفين أن جدك لا يحب ذكر والدك ولا الحديث عنه، قد كان مازن رجلا طيبا قست عليه الدنيا، ما التقينا به كثيرا ولكن دائما كنت اتمنى أن يقترب أكثر، كانت عيناه تقول الكثير و ابتسامته جميلة، كان شهما وأحب والدتك كثيرا، أتمنى أن يرزقك الله برجلٍ يُحبك كما أحب مازن فاطمة وأن تحبيه كما يحبك ،،، قاطعت حديثها

- سأحبه كما أحبت أمي والدي ..

سكتت جدتي وقالت أتعلمين يا شوق لقد ورثتي من هذا الرجل قلبه.

- وماذا ورثت من أمي ؟

- إلى الآن لا أعلم ماذا ورثتي منها ولكنك تربيتها.

وطال الحديث بيني وبين جدتي صارحتها بما عرفت و انصدمت فقلت لها أبلغيني الحقيقة إن كنتي تعلمين فلا أقوى على مواجهة أمي، و قالت لي جدتي كل شيء.

كانت مشكلة فاطمة في الحياة هي الرجل واستصغار والدها لها.. لم تكن علاقتهم طيبة كما هي مع باقي أخواتها بل على العكس كانوا أعداءً.

رفض أن تكمل دراستها الجامعية بناءً على معتقداته أن البنت بعد الثانوية تتزوج ولكنها عاندت و أصرت و امتهنت الحقوق كانت تعانده في كل شي، لم تكن مهتمة لأمر الطبيب مازن، كانت تردد هذا الطبيب مسكين مشاعره واضحة، عيناه تفضحه وكنت أقول لها، وأنتِ؟ فكانت تردّ: كثيرة هي العيون التى أعجبت بي ولكن عيناه مختلفتان، بالفعل كان مازن مختلفا في صدق مشاعره، وعندما علمت بأمر خطبته لها ورفض والدها جن جنونها، وأصرّت أن تتزوج بمازن ليس حبّا بمازن كما كان يظن بل عنادا بوالدها و عندما نصحتها قالت مازن طبيب و يعشقني لن أندم على خوض معركة بمازن ضد والدي.

وبعد زواجها قالت محظوظة من تكون زوجة مازن، لم تندم فكان يكفيها أنه طبيب و هي محامية، تكافؤوا من الناحية المهنية ولكن مازن كان يعشق فاطمة أما فاطمة فكانت تقول زوجي و أحترمه ..

عندما قرر مازن الإستقرار في كندا ليضمن حياة ًسعيدةً لهما لم تسمح لها أنانيتها أن تتخلى عن وظيفتها و اسمها فما كان منها إلا أن لجأت لوالدها، كان سعيدا بلجوئها إليه معتقدا أنها نادمة لكنها كانت قوية وقالت له لا تحسب أنني نادمة أو اكتشفت أنك على حق..لا.. ولكن لا يمكنني أن أتخلى عن وظيفتي واسمي وأن أذهب لأبدأ من جديد، ومازن أضعف من مواجهتك فهو يفضل الحياة بسلام وإن كنت تريد إن ترد هيبتك و تثأر لنفسك من مازن فطلقني منه بدلا من تشويه سمعته بين الناس والتعدي عليه في مكان عمله، فما كان من جدك إلا إن وافق، لم أكن أعلم بأنها أخفت عنه خبر حملها إلا بعدما وقع الطلاق، قالت لم أكن أعلم أنه لا يعلم، كنت أذهب لرفل عمدا لعلّها تبلغه بالأمر، قست عليه وهو لا يستحق القسوة وكأنها تنتقم من كل الرجال بسبب والدها ..

ولكن عندما وصل لها خبر وفاته تفاجأت باتصال من والدته يقول لها مات ولدي الوحيد بسببك، أعلم أن قلبه لا يحمل لك إلا الحب فما كان ليموت وهو يكتب لك رسالة اعتذار برغم أنه الخطأ في حقك لم يكن منه بل أنتي من أخطأ في حقه، ولكن اعلمي أن قلبي لن يسامحك أبدا وربي لن ينسى الذي قمتي به لمازن.. حسبي الله ونعم الوكيل، واسمعي يا فاطمة الدنيا دين ووفاء وكل ما تقومين به يعود لك، سيفجع الله قلبك كما فجعتي قلبي على وحيدي.

تغيّرت فاطمة وصارت حياتها وظيفتها وأنتِ، لا شيء آخر حتى الحرب التي كانت بينها وبين والدها تخلّت عنها، وكانت تردد أن كل ما تفعله من أجل شوق لتحيا بسلام، كانت تبكي ندما كثيرا بعدما مات مازن ومازالت حتى الآن تبكي على مازن، تبكي ندما وحسرة وخوفا من أن يفطر قلبها بك، ألا تلاحظين خوفها المبالغ به عليك؟ تقول كثيرا ما تزورني في المنام والدة مازن و تكرر دعوتها سيفجعك الله ..

أسمتك شوق كما كان يرغب مازن وتسافر بك إلى قبره كل عام لأنه يستحق ذلك وأكثر ولم تعترف بقدره و لم تشعر بأنها تحمل له مشاعر إلا عندما فقدته للأبد و لا تعلم إن كانت مشاعرها حقا حب أم ندم أم خوف،ولكن ابنتي تحيا في عذاب يا شوق قد يكون عذاب مازن أنها كانت حياته ولكن فاطمة تحيا في عذاب و تأنيب ضمير، 18 عاما يا شوق ..

كنت أفهم مقصد جدتي تماما كانت تخاف أن أكسر قلب أمي ولكن الأمر الذي تجهله جدتي بأنني ورثت من مازن طيبة قلبه و من أمي مقدرتها على الكتمان كما تخاف أمي من أن أكسر قلبها أخشى عليها أيضا من الحزن فكيف أكون سبب حزنها كما أحبها والدي وأكثر من حبها ..

خرجت من منزل جدي وقد اتخذت قراري ألا أبوح لأمي أبدا بما اكتشفته وأن أنسى كل الذي عرفته، وأصارحها بقرار عودتي وإكمال دراستي هنا بالقرب منها وسأكتفي بالتواصل مع سام صديق والدي الذي يرحب بي دائما وقد سلّمني مفتاح منزل والدي وقال هو لك .. منزل والدك يخصّك ..

و سأظل كوالدي يا خوف فؤادي من غدي ماذا سيحمل لي ..

                                            النهاية

#خلود_عبدالله

الجمعة، 5 فبراير 2016

يا خوف فؤادي من غدي #4


أجلس على مكتب والدي محاطة بأوراقه، صورة مدوناته، كل أسراره مع والدتي وصوت سام يتكرر في رأسي وهو يروي لي قصة والدي، والدي الذي أحب الشخص الخطأ.. هل حقا هناك شخص خطأ في و قت خطأ؟؟ هل يقسو علينا القدر؟ الحقيقة أنه لم يقسُ عليَّ وحدي بل على أمي، أبي وأنا .
يقول والدي : لم يجمعني بفاطمة حبٌّ من النظرة الأولى لا، بل كانت الجزء الذي ينقصني و عثرت عليه، هي جزء من روحي لا أكتمل إلا به، بحضورها يعزف قلبي أعذب الألحان و تمطر مزون السعادة كلما نطقت باسم مازن.
كان من الصعب أن أحبس حبي بقلبي وخلف أضلعي، بُحتُ لها بهيامي، لم أكن أحبها بل هائم بذاك الحب، غارق في بحر عشقها، وما كان منها إلا أن تركتني خلفها وحيدا
ولم تنبس بحرف..
فطلبت من أمي أن تخطبها لي، وخطبتها مرة و إثنتان وثلاثة، ورغم اعتراض والدتي بأنها ليست الفتاة المناسبة ورغم رفض والدها المتكرر بسبب المشكلة، والقضية كانت مع زوج عائشة.
و في المرة الأخيرة التى قيل بها أن فاطمة قد خُطِبت، اتصلت بفاطمة حينها، وقلت لها: "الله يهنّي راعي النصيب "، فأجابت: "لا نصيب لي إلا معك ".
ومن هنا اتفقنا على الزواج بالرغم من رفض والدها و اعتراض والدتي، سافرنا بالفعل إلى بيروت برفقة سام وشوق و تزوجنا، أكملت بها ديني و روحي لتكمل معي سنوات عمري الباقية، هي لم تكن نصفي الآخر بل كُلَّ كُلي،أمضينا في بيروت يومان وعدنا أدراجنا إلى بلاد القهر واليأس مستعدين لما ينتظرنا من والدها ووالدتي..
كانت المحطة الأولى هي بيت والد فاطمة وكانت المواجهة عنيفة مع طرد فاطمة  من البيت و قد تبرأ منها إلى يوم الدين.
لم تبكِ فاطمة، لم تنهار، خرجت من بيت والدها بكل قوة ، بكل قوة تخلّت عن عائلهتا لأجلي ..
ودخلتُ على والدتي ممسكا بيد فاطمة فما كان منها إلا الإستغراب، أبلغتُها بأننا تزوجنا و أن سام قد كان شاهداً على زواجي، فقالت حرمتني من الفرح بزواجك و تطلب مني أن أشاركك سعادك بزواجك، لا لا يا مازن يا ولدي الوحيد كسرت
 قلبي.
 أمي يا أمي يا أول هناء الجنة لا تحرميني جنتك ورضاك.. ولكن غضب الأم أعمى عينيها فمسكتُ بيد فاطمة وخرجت من بيت أمي .
أمضينا أنا وفاطمة أول أشهر زواجنا بمواجهة من حولنا فكان منهم الرافض الذي تخلى عنا ومنهم المشجع الذي أكمل معنا الحياة ومن بين الجميع كان الوالد مستمراً في مضايقتنا، وصل به الأمر إلى التشهير بسمعتي والمساس بمهنيتي، وكانت أمي عندما تسمع الذي يحدث تزيد من ضغطها عليّ، وتكرر بأنني لا أستحق كل هذا لأنها ليست الفتاة التي تناسبني، وكان جوابي دائما بأنها تخلّت عن عائلتها لأجلي فكيف لا تناسبني!!
كانت الضغوط التي أتعرض لها تتعبني، تنهكني ففكرت في اللحاق بسام والإستقرار مع فاطمة بعيدا عن بلاد القهر والياس ..
رفضت فاطمة في الأول: كيف أترك وطني، وظيفتي، واسمي الذي بات يلمع يا مازن كيف أترك هذا ؟
أقنعتها أنها ستكبر هناك أيضا، سنكون سعداء معاً.. أ ليست سعادتنا معا أهم من كل أمور الدنيا الفانية.
سبقتها إلى كندا أبحث عن منزل واخترت منزلا بالقرب من سام حتى لا يكون وحيدا بعد موت الغاليه شوق .. و كانت وظيفتي مع سام في نفس المستشفى، كنت أنقل الأخبار إلى فاطمة (أول بأول) بعدما أكملت البيت طلبت منها القدوم ولكن هنا كانت الصدمة حيث رفضت وقالت لن ألحق بك ولن أستقر في كندا وأترك عملي..
لنفترق يا مازن وليعش كل واحد منا الحياة التي تناسبه ..
وكنت في كل مرة أعزي نفسها بخوفها من الغربة والبلد الغريب فكنت ارسل لها صورا عن ملكية البيت وعقد العمل الذي حصلت عليه و العروض التي حصلت عليها من الشركات لتعمل لديهم في الشؤون القانونية، ولكن بلا فائدة والأشهر تمر إلى أن اتصلت بي أمي يوما وقالت :مازن زارنا اليوم والد فاطمة وطلب مني أن أبلغك الرسالة التالية: طلق بنتي ، فاطمة عادت إلى بيت والدها ...
- عادت لبيت والدها ؟ أحقا يا أمي؟ كانت رغبتها أم أنه أجبرها ؟
- لقد عادت يا مازن إلى بيت والدها وزارني اليوم وقال ما قلته لك ولكنني أبلغته ان مازن تركني وغادر ولا شأن لي بمازن أو زوجته ..
وفعلا عادت فاطمة لوالدها، الذي تبرأ منها ليوم الدين؛ يبدو أن يوم الدين كان هو اليوم الذي تقرر فيه فاطمة العودة إلى والدها عادت إليه ليكن قوتها وكي يقف أمامي من جديد لننفصل واتصل بي وقال: إمّا أن تطلقها بهدوء أو بيننا المحاكم..
 فاطمة كيف ننفصل! كيف تتجزء الروح! كيف أنفصل عنك! وقالت "إنها رغبتي طلقني"، كيف أطلّق روحي ..
لم تمنحني فاطمة وقتا كافيا كي أتخطى الصدمة الأولى، صدمة قرارها بالإنفصال حتى تلقيت الصدمة التالية، لجأت فاطمة إلى القضاء و تحدد موعد الجلسة الأولى ، تأكدت بأنها حقا رغبة فاطمة فقبل موعد الجلسة قصدت محاميا و طلقت فاطمة وكان سام شاهد وأقسمت أن لا أعود إلى بلاد القهر واليأس بعد، وحملت سام أمانه صعبة أن يسلم فاطمة وثيقة الطلاق بدلا عني في المحكمة قبل الجلسة..
وكان الذي طلبته من سام أمرا نافذا ، أما الصدمة الأخيرة عندما عاد سام من

بلاد القهر و اليأس وأبلغني أنه حين التقى بفاطمة كانت حامل و رفل أكدت له موضوع حملها لأن رفل طبيبتها ..
حامل !! فاطمة حامل و لا خبر لي لماذا لم تبلغيني يا فاطمة لماذا؟
وعلمت بالأمر بعدما أقسمت و حاولت الإتصال بها مرارا و تكرارا ولكنها لم تجيب
فما كان مني إلا التواصل مع رفل وأكدت الموضوع:
- فاطمة حامل يا مازن أ لم تكن تعلم ؟؟
-لا علم لي وقد انفصلنا يا رفل.. انفصلت روحي عن روحي وتريد اليوم أن تبعد بيني وبين الروح التي كانت ستجمعنا ..
وعندما سألت رفل لما لم تبلغني بأمر الحمل؟
مازن تركني وتخلى عني واختار الحياة في كندا بدلا من الحياة بقربي فلماذا أبلغه بأمر الطفل الذي لا يعني له شيئا، هذا كما أن سام أبلغني بأن مازن أقسم بانه لن يعود لهذه البلاد بعد انفصالنا فلماذا يعلم بأمر الطفل وعندما يولد طفلي سيعلم عن والده تخلى عنه ..
 ما تخليت عن طفلي وما تخليت عنك يا فاطمة، أشهر وأنا أحاول أن أمنعك عن قرار الإنفصال، تخليت عن وطني وأمي وهاجرت حتى أضمن لي ولك حياة سعيدة بعيدا عن والدك فما كان منك إلا إن عدتي نادمه إلى والدك، طفلي أو طفلتي التي اخترت لها إسماً على شوق ، ماذا ستكون مشاعره لا يعرفني ولا أعرفه ، فاطمة لا تحرميني من طفلي ولا تحرميني منك لنجتمع يافاطمة يا روحا من روحي ..
بعثت لها برسائل كثيرة و حاولت رفل معها إلا أن إجابتها كانت واحدة.. مازن تخلى عني وعن طفلي بكل سهولة حتى أنه أرسل الورقه مع سام لم يحضر،وأقسم أنه لن يعود ...

 أبلغني سام أن والدي توفا بسكته قلبية في مكتبه، و كل هذه التساؤلات كانت مطروحة على الأوراق أمامه ..
ويرن هاتف شوق
فاطمة : شوق أين انتي ؟
شوق : أنا في البيت الذي كان سيكون بيت السعادة
فاطمة : شوق أين انتي ؟؟
شوق : في بيت والدي .



السبت، 23 يناير 2016

يا خوف فؤادي من غدي#3

يا خوف فؤادي من غدي#1
يا خوف فؤادي من غدي#2

يدخل سام برفقة شوق الي منزل سام وتكون منى في استقبالهم
سام : شوق اعرفك الي زوجتي منى ، منى اعرفك الي شوق مازن .
منى : اهلا بك عزيزتي شوق تفضلي .
شوق : اهلا ..
يجلس كلا من شوق وسام في الصاله  تقف شوق امام رف الصور وتلاحظ صور والدها وسيم طويل له ابتسامه جميله ..
سام : بعدما اعرف منى عليك ساعرفك على كل فرد في الصورة .
شوق : تعارفنا انا وعمتي .
سام : لم تعرف انك شوق ابنت مازن اخاها الوحيد
شوق : اخشى ردت فعلها ،، لا احتمل المزيد من الصدمات
سام : إن لم يكن اليوم سيكون في الغد ، لابد من أن تلتقيان وتتعرفا على بعض ، هذا الذي لم تحسب له فاطمة حساب .
شوق : رجاءا لا تدخل امي في الموضوع كف عن ذكرها .
                                 #
                               تدخل عليهم منى
منى : اه اراكم مجتمعين حول الصور ، هل تعرفتي على من في الصور ؟
شوق : تعرفت على ،،،
منى وقبل ان تنهي شوق جملتها : هذا حبيبي اخي الكبير و الوحيد مازن رحمة الله علية كان طبيب مثل سام و افضل من سام من كل النواحي المهنية و الحياتية كان طيب حنون ولكن  ،،، تصمت لوهله ثم تكمل ،، رحمة الله علية فقدته منذ ما يقارب 17 عام .
شوق : 18 عام ،، 18 عام 4 اشهر ويومان .
منى : !!!!!!!!!!!!
سام : منى ان الذي لا تعريفة ان شوق ليست مجرد طالبة في الجامعة ، شوق هي ابنت مازن ، شوق هي الطفل الذي قالت عنه فاطمة ..
منى : ابنت مازن !! واسمك شوق ،، يالله ،، بعد كل هذه السنوات ،، شوق كيف سام اين كيف ؟
سام : جمعنا القدر قبل ايام عند مازن .
منى : هل كنت عند مازن يا شوق حقا ؟
شوق : اذهب الية دائما اعتدت على زيارته مع امي .
منى : فاطمة ! فاطمة ! بأي حق تقف امام مازن !! اه لو كان هناك قانون يمنعها من زيارته من دخول المقبرة من كندا ، واين فاطمة الان ؟؟ والله الذي رفع السماء لن تدخل فاطمة بيتي !
سام : منى منى لا ترددي قسم والدتك منى .
شوق : لما؟ لما تمنعين امي من زيارة والدي لما تقسمين بأنها لن تدخل بيتك ؟ عمتي والدي اخاك الوحيد لما لم تسالي عني طول السنين لماذا لم تزوريني لم اراك قط ؟؟
منى : هه ماذا قالت لك فاطمة ؟
شوق: لم تقل ، اجيبي انت .
منى : اسألي فاطمه ولتجيبك إن كانت تقوى على ذلك ،، لا اعلم كيف انخدع بها مازن .
شوق : كفى ! منذ التقيت بزوجك وهو يجرح بامي و الان انتي كفى !
منى : انت لست ابنت مازن انتي ابنت فاطمه ، لم تحملي من مازن الا اسمه .
شوق : انا ابنت مازن و فاطمة ، وطوال 18 لم تقل امي في حق والدي إلا اجمل الجمل و الصفات وكثر الشبه بيني وبينه فمن انتي لتقولي اني لا احمل الا اسمه ، انتي من لا يعرف مني إلا اسمي !!
منى : لاول مرة لم تكذب فاطمه لا يوجد في مازن الا اجمل الصفات الغلط الوحيد الذي قام اقترفه مازن زواجه من فاطمه .
شوق : ولماذا تقولين غلط !
سام: منى انها لا تعلم عن حقيقة زواج والديها وانفصالهم عن بعض .
منى : لا استغرب ،، ماذا ستقول لك هربت من بيت والدي لاتزوج برجل رفعت علية قضية طلاق بعد عام ؟  وعندما علمت بامر الحمل حرمته من الطفل فمات بقهرة ؟ هل ستبلغها بهذا ؟؟ انا ما كنت لابلغ ابنتي بهذا .
شوق : ماذا ؟!
منى : اسمعي كل الذي اعرفه هو الجملة التي قلتها لك ،، إن كنت تريد معرفة القصة كامله فسام اعلم مني قد كان صديقه و كانت شوق تقف معه في كل قرارته و تهوره ، سام وشوق يعرفان كل شي .
شوق : قل لي مالذي تعرفه
سام : لقد اختصرت منى كل القصه وقالتها لك .
شوق : لا اريد ان اعرف من حقي ان اعرف !
منى : ابلغها ابلغها يا سام .
سام : بعدما تخرجنا عاد مازن الي بلاد القهر و اليأس حتى لا يترك والدته و منى ، وعمل في احد المستشفيات ، تميز مازن وذاع صيته في مجاله ، وذات يوم اثناء مناوبته وصلت الي قسم الطوارئ حاله طارئه تم استدعاء مازن كانت امراه يغطي وجهها الدم و كل جسدها كدمات وكانت حامل ،، برفقتها رجل كان الدم قد لوث يديه و ملابسه
سأله مازن مالذي حدث لها . فاجاب الرجل سقطت من على الدرج ، ادخلها مازن غرفة العمليات بسرعه ، واستدعاء طبيبة النساء رفل ناصر حاولت رفل انقاذ الجنين ولكن مع الاسف كان الجنين قد مات و كانت الام تعاني من بعض الكسور و الرضوض ، وبخبرتهم كأطباء كان واضح لهم أن هذه الاضرار ليست اضرار سقوط من على الدرج هي واحد من الاثنان إما حادث وإما ضرب مبرح ، توجه كلا من مازن ورفل الي الزوج وابلغاه بنتيجة العملية ، ساله مازن مرة اخرى مالذي حدث للمريضة فاجاب بنفس الجواب فابلغه مازن ان قوانين المستشفى تحتم عليهم اجراء تحقيق مع المريضة بسبب الكسور و الاجهاض ، انفعل الزوج وبداء يعلوا صوته و هو يسال لماذا وماذا قالت زوجته حتى يتم التحقيق ، حاول مازن ان يهدي منه ويفهمه ان مجرد اجراء ولما كل هذا الانفعال فما كان منه إلا ان هجم بالضرب على مازن .
شوق : لماذا ، لماذا ماذا فعل والدي .
سام : اعتدنا على مثل ردات الفعل هذه من البعض .
شوق : ماذا حدث بعد ذالك ؟
سام : لم يتضرر مازن تدخل الامن بسرعه وتم رفع قضيه على الزوج فيما بعد ، عندما افاقت الزوجه بعد العملية دخل عليها كلا من مازن و رفل كان مازن هو طبيبها ابلغتها رفل عن خسارتها للجنين و انها تعرضت لضرر اخر قد يؤخر او يعيق الحمل مستقبلا ، ابلغها مازن عن الكسر الذي في ذراعها والرضوض القويه في باقي الجسم كما ابلغها ان قوانين المستشفى تحتم عليهم اجراء تحقيق لمعرفة السبب الذي نجمت عنه كل هذه الاضرار ، وهنا قالت لهم المريضة لما التحقيق لا داعي اين زوجي ، ابلغتها رفل ان زوجها تهجم على مازن وهو الان مع الامن ، ولا مفر من التحقيق ، فطلبت منهم الاتصال باختها و إبلاغها ان تحضر فورا كانت اختها المحامية فاطمة .
شوق : المريضة احدى خالاتي !! زوج من منهم الذي تهجم على والدي ؟
سام :  تعرف مازن على فاطمة كانت مختلفه كل الاختلاف عن اختها كما يقول مازن ،، دخلت علي الغرفه فتاة لا اعرفها ولكن كان لها حضور مميز واثقه من نفسها حتى في صمتها و نظراتها ، عرفتني على نفسها انها المحامية فاطمة اخت المريضة عائشه ، اعتذرت بشكل شخصي عن تصرف زوج عائشة ومن ثم استمعت الي تقرير حالة عائشة الصحيه ، ورافقتها الي رفل وجلست معها عندما كانت رفل توضح لها الاضرار التي تعرضت لها عائشة ، بعد ذلك رافقتها الي غرفة عائشه بنفسي بدلا عن الممرضة . وبعد ذلك رافقت المحقق ودخلت عليهم كانت تجلس بالقرب من اختها سالتها هل انت مستعده المحقق بالخارج فاجابت بدلا عن اختها نعم مستعدة .. كان واضح ان اختها تعرضت للتعنيف من زوجها و واضح تكثر انها تخاف منه ولم تعترف ولم تقول إلا كما قال سقطت من على الدرج ولكن فاطمة تدخلت ذكرتها بخسارتها للجنين الذي كان من المفترض ان يولد الشهر القادم و بإحتمال ان تكون عقيم بعد هذه الخسارة وقالت لها اذا سلمك الله هذه المره فأحتال ان تموتي بين يديه المره القادمة ، قولي ماذا فعل لك سيأخذ جزاءه و سأترافع لك واطلب الطلاق التقارير الطبيه عن حالتك تكفي للقاضي وتهجمه على الطبيب يضعف موقفه ايضا .. قالت لها عائشة وماذا عن ابي ؟ فاطمه : اذا قتلك في المره القادمة سيدفنك ابي ويقول ماتت قضاء وقدر .
اعترفت عائشه انها تعرضت للتعنيف و رفعت فاطمة قضية وطلبت الطلاق لاختها وعادت الي بعد فتره .. لم تكن بحاجه الي ان تعرفني بنفسها فلم انساها مطلقا رحبت بها طلبت مني تقارير عن حالة عائشه كما قالت انها تحتاجني كشاهد على تصرفات زوجها اللامسئول بعدما تهجم علي ، وسالت عن الشكوى التي تقدمت بها بعد تهجمه علي ، فقلت لها هذي امور يتابعها عن محامون المستشفى اما فيما يخص شهادتي [ تم استدعائي لحالة طارئه] استأذنت منها مسرعا وتركتها خلفي في المكتب .. وبعدما عدت الي المكتب كانت رائحة عطرها تملا المكان .. فقررت في يوم راحتي ان ازورها في مكتبها واعتذر .
ذهبت اليها التقيت بها رحبت بي ترحيب لائق وضحت لها سبب الزيارة واني اعتذر عن الطريقة التي تركتها بها واني استشرت محامين المستشفى ومستعد للشهادة معها في قضية اختها وان تصرف اختها هو التصرف السليم ، شكرتني على قدومي ومبادرتي و لكن مع الاسف حدثتني بخيبة و وضحت لي ان اختها تنازلت عن الشكوى بعدما تدخل والدها بالموضوع ، لا اعلم لما وكيف حدثتني بتلك الشفافية وكأني شخص مقرب منها و رمت بحملها عليه ، قالت ان والدها قال لاختها ان كنتي تريدين الطلاق فانا من يطلقك ولن تدخلين المحكمة كيف لا تفكرين بسمعتك وسمعت العائلة .. دون ان اشعر غضبت وانفعلت الطلاق ليس هو الحل الكافي لمن مثل زوج عائشة يجب ان يتعاقب ويأخذ جزاءه ، سيطلق عائشة ويتزوج اخرى ويقوم بتعنيفها !  واتفقت معي برأي وطال الحديث بيننا وصلنا لاتفاق ان تترافع فاطمه في الشكوى التي تقدمت بها ضد زوج عائشة ولم امانع ابدا ..
ويكمل سام حديثه كان هذا التمرد الاول لفاطمه مع مازن على تسلط والدها والسيادة الذكوريه في عائلتها ، اما مازن فاخبرنا انه معجب بمحاميه ولا يمكنه اخفاء اعجابه .
شوق : اذا هكذا تعرف والداي على بعض . لما تمرد ليس تمرد امي محاميه و ترافعت لوالدي في قضيه ، اين التمرد ؟
سام : ما كان جدك ليقبل ان تترافع فاطمة ضد زوج عائشه ، وكان هذا اول موقف يأخدة جدك ضد والدك .
شوق: اول موقف وضد والدي ،، ماذا حدث بعد هذا ماذا حدث بين جدي. و والدي الهذاء لا يذكر جدي والدي ابدا ! الهذاء زيارات امي لوالدها قليله ؟؟ يا خوف فؤادي من غدي .

#يتبع .

السبت، 16 يناير 2016

يا خوف فؤادي من غدي#2

عزيزي القارى لقراءت الجزء الاول من القصه الرجاء الضغط هنا 

* في مدينة مونتريال الكندية  امام حرم جامعة ميكجل تنبهت شوق الي سام الذي كان برفقة احد الاساتذة في الجامعه لاحظها وقام بتعريف الاستاذ عليها .
سام : شوق يالها من مصادفه يا صغيرتي ، لاعرفك على البروفيسور مايك دوين ، مايك اعرفك انها شوق ابنت مازن ، تذكر مازن بالتأكيد ..
مايك : لم اكن اعلم ان لمازن بنت ، تشرفت بمعرفتك على مايبدوا انتي طالبه في الجامعه ؟
شوق وهى عاجزة عن الرد وعن الهروب ، تعلق عينيها على سام والصدمه واضحه على ملامح وجهها ..
فيرد سام : نعم له بنت ولدت بعد وفاته لذا لم تكن لتعلم ان لمازن بنت .
مايك : لترقد روحه بسلام ، مازن من الاشخاص الذين لا تنساهم الذاكره مهما زادت سنوات غيابه هو حاضر كان لوالدك ابتسامه مميزة وحضور كان متميز في عملة ، كنا زملاء في العمل انا ومازن وسام ، حتى اذكر وفاته ، توفي اثناء العمل بنوبة قلبيه .
شوق : توفي اثناء العمل بنوبه قلبيه ! والدي !!
سام يمسك بيد شوق يستأذن من مايك ويجلس مع شوق على احد المقاعد .
شوق : مالذي قاله هذا الرجل ؟ مالذي تفعله انت هنا لما اقتربت مني لما عرفت الاستاذ علي بأني ابنت مازن ؟ ماذا تريد مني ألم انهاك عن الاقتراب مني مجددا !!
سام : شوق يا صغيرتي هناك امور عده يجب ان نتحدث عنها ويجب ان تعرفيها تعالي معي لنتحدث في مكان ما .
شوق : لا اريد التحدث معك ولا الذهاب معك الي اي مكان فقط اتركني وشأني .
سام : تخرجنا انا ومازن من هذه الجامعه عاد هو الي بلاد القهر واليأس كما يطلق عليها ،بعد التخرج لانه أمل والدته و منى اما انا ففظلت البقاء والاستقرار في مونتريال ، ولكن بعدما تزوج مازن بفاطمة وساءت علاقته بعائلته الصغيرة قرر ان يستقر في كندا عملنا في ذات المستشفى وبعد ما انفصل عن والدتك اقسم بأنه لن يعود لبلاد القهر واليأس لذا بعد ما وافته المنيه دفن في مونتريال -يخرج سام من محفظت نقودة صورة تجمع بينه وبين مازن وفتاتين - ويمدها الي شوق ..
شوق : اعلم ان والدي تخرج من هذه الجامعه لذا التحقت بها دونن عن غيرها ابلغتني امي بذالك ، ما هذه الصورة ؟
سام : اذا فاطمة ابلغتك عن مازن !! عجبا ... -يشير الي الاشخاص في الصورة -هذا مازن و هذا انا وهذه شوق وهذة عمتك منى .
شوق : عمتي !
سام : بكل تاكيد لم تذكرها لك فاطمة تمام كما لم تتعرف علي .
شوق : مالذي يثبت لي ان ماتقوله حقيقه ؟
سام : عندما قرر مازن الاستقرار في مونتريال اشترى لنفسة منزل ليكون بيت الاحلام الذي يجمعه مع فاطمة ، واحضر كل ما يخصه ، انا على استعداد ان اخذك الي بيت مازن واعرض عليك كل الاوراق التى تثبت صحة كلامي واعرفك على منى عمتك " زوجتي ".
شوق : ان الذي تقوله كثير علي انا لي عمه و متزوجة منك انت صديق والدي كما تدعي ! لما لم اراها معك في المقبرة ولو لمره ؟
سام : ولما لم اراك انا طوال تلك السنوات ولو لمره كما لمحتني انتي و فاطمة ولم تتحدثان معي .. قد تكونين التقيتي بها صدفه يوما ولكن لم تتعرفي عليها  ولم تتعرف عليك ، بالمناسه منى لا تذكر من فاطمة الا اسمها وانها كانت السبب لفراقها عن مازن مرتين مره بالحياة ومره للابد ..
شوق : لما ؟ لما افترقوا عن بعض ؟؟ ما شأن والدتي في ذلك ؟؟
سام : تعالي معي الي منزلي وسأخبرك عن كل شي .
شوق : موافقه .
                                       *
                                       *
                                       *
سام : هذا بيتي وذاك المقابل بيت مازن .. اخترنا ان نكون جيران كما كنا في بلاد اليأس والقهر .. اي بيت تودين الدخول له اولا ؟
شوق : اهذا حقا بيت والدي .. تقترب من البيت تلمس الباب ..
سام : شوق هذا مفتاح الباب افتحيه .
شوق : لما ادخل بيت لرجل مات منذ 18 عاما لما ادخل بيت قد يكون لوالدي لما ادخل ؟؟
سام : لتتعرفي على ذاك الرجل الذي مات بحسرته عليك و على خسارتك . مات من قهره .
تفتح الباب وتدخل ..
يطلب منها سام مرافقته الي غرفة المكتب تتأمل صور والدها واشخاص لا تعرفهم .
سام : شوق ابلغيني ماذا قالت لك فاطمه عن مازن كيف تعرف عليها وتزوج منها ولما انفصلا عن بعض ؟
شوق : كم مره علي ان اقول لك ان والدي لم يطلق امي !
سام : طلقها وانا الشاهد على الطلاق كما كنت الشاهد على الزواج .
شوق : اين دليلك على ماتقول ؟
سام : دليل ، ههه يبدوا انك تجالسين فاطمة اثناء عملها كثيرا .
شوق : علمتني امي بعض الامور من مهنتها .
سام : ساحضر لك كل الادلة بعدما تبلغيني ماذا قالت لك فاطمة عن مازن ؟
شوق : لم تتحدث امي كثيرا عن كيف تزوجة من والدي لكنها ابلغتي يوما انه كان عاشق مجنون بها ، تكرر امي دائما انه رجل طيب قالت لي انه اضطر ان يسافر الي مونتريال بسبب العمل واكد لها انه سيعود قبل ولادتها لكن الموت كان اقرب ولم يعود ..
سام : فقط !
شوق : ليس تماما ولكن هذه اهم الامور التى تذكرها بين الحين و الاخر .
سام : احب مازن فاطمة احبها حتى اخر يوم اخر نفس ، جميعنا نعلم انه احبها اكثر من اي شي اخر ، كانت صورتها لا تفارقة وبعد طلاقهم البشع قال بانه تخلص من كل صورها وحتى الصور التى تجمعهم ولكن كل ذاك لم يحدث هو لم يتخلص من الصور هو فقط اخفى الصور عن اعيننا .. تفضلي هذه صورهم .
هنا عقد قرانهم الذي كان في قبرص .. هذه الحفله المصغرا اعدتها لهم شوق رحمة الله عليها ، هذا مجموعه من صورهم في باريس لشهر العسل بعدما طرد الاثنان من عائلاتهم وهنا... قبل ان يكمل تدخلت شوق : طرد من عائلاتهم ماذا تقصد !
سام : تزوج مازن و فاطمة رغما عن ذويهم .. بعدما رفض والد فاطمة مازن لانه ليس مناسب لمعايره ورفضت ام مازن فاطمة وقالت لمازن انت تستحق الافضل منها .
شوق : لما قد يرفض جدي والدي وهو طبيب اي معاير !! ومن قد تكون افضل من امي المحاميه فاطمة ؟!
سام : قد يكون واحد من ابناء عمها او من يجمع بينه وبينها الدم وان كان من سابع جد مطابق لمعاير جدك .. اما جدتك فكل ماكانت تطمع به في زوجة ابنها ان تكون فتاة بسيطة تحبه و تخاف عليه . ليس المحاميه فاطمة لم تكون في نظر جدتك انها قادره على ان تكون ربة منزل ناجحه .
شوق : ثم مالذي حدث ؟؟ كيف ارتبط والداي ؟ كيف تعرفا على بعض من الاساس ؟ كيف احبا بعض كل هذا الحب ؟ لما اخفت امي عني كل هذا لما ؟؟ لما كل يوم اكتشف امرا جديدا ! ياخوف فؤادي من غدي ..
#يتبع .




السبت، 9 يناير 2016

 يا خوف فؤادى من غدي 

أبي .. 
لم يمنحني القدر فرصة اللقاء بك ولا التعرف عليك ولا استشعار حضورك ،هيبتك ، رهبتك ،حنانك ، لمستك وحضنك 
لا تحمل ذاكرتي ملامح وجهك إلا من الصور التى تملكها والدتي وتنشرها في ارجاء المنزل ، احيط نفسي بها . 
ولا اعرف نبرة صوتك إلا من التسجيلات التى تملكها والدتي ، الله ما اجمل صوتك يا أبي وما اعذب ضحكتك .
قسى علي القدر عندما اختارك الله قبل ولادتي بأسبوع .. 
كانت امي دائما تجيب على سؤالي عن رحيلك الباكر " بأنك رجل طيب والله دوما يختار الصالحين "
كبرت على ذكرياتك مع والدتي و حديثها القليل عنك .. فهى دوما تكرر
" مازن كان طيب "  "مازن كان رجل طيب "  "لمازن اطيب قلب "
لم ترتبط امي بعدك  بأي رجل . اكملت حياتها وحيدة مكتفيه بي عن الجميع و عملها ، كبر أسمها يا والدي وباتت واحدة من أفضل المحاميات . 
عشنا انا وامي لوحدنا وعشت انا لوحدي كانت امي حذره في علاقتي ، لذا يا ابي لا املك صديقات ولا علاقات مع بنات العائلة كانت زيارات أمي قليله جدا لبيت جدي بسبب عملها . لكنها كانت تحرص على زيارتك دوما . في كل اجازة صيفيه كانت تسافر بي اليك كما تعلم كنا نقف انا وامي امام قبرك كما اقف  اليوم لاول مرة لوحدي .
اعتدت على زيارتك واعتدت على حوار امي معك فجملتها وحدة لم تتغير- لا اطلب منك السماح يا مازن فانا اعلم انك لم تغضب مني انت رجل طيب لا تحمل الكره اعلم انك كنت وفيا بوعدك لي واحببتني حتى الرمق الاخير -

أبي اقف امامك اليوم لأبلغك اني تخرجت من الثانويه بامتياز وتم قبولي في كلية الطب . سأكون طبيبه مثلك يا ابي ومن نفس الجامعه هنا يا ابي في كندا لذا اليوم اقف امامك وحدي دون امي وسنعتاد ذلك انا وانت ان نكون لوحدنا كما لم نكون من قبل . 
أبي كثيره هي الاسئله التى لم اطرحها عليك من قبل لان امي كانت ثالثا .  لماذا تكرر امي انها لا تطلب منك السماح هل اخطا احدكم في حق الاخر ؟
 لما طوال عمري لم التقي باحد من عائلتك و لا اقوى على سؤال امي من بعد ما نهتني عن هذا السؤال اول مره  . لماذا لا يذكرك جدي لأمي قط ! بعكس جدتي التى قالت لي مره " كان والدك طيب ، ربما لو لم يتزوج فاطمة لكان على قيد الحياة الان " لما مادخل امي بحياتك او موتك ؟ 
كبرت يا ابي وكبرت الاسئله معي .. 
لما اخترت ان تدفن في هذة البلاد البعيدة عن وطننا ؟
كيف تركت امي في الشهر الاخير من حملها وكنت في كندا وانت الذي تقول امي بانك احببتها حتى الرمق الاخير وانك كنت عاشقا لها كيف يترك العاشق زوجته في شهر ولادتها باول طفل ، بالطفله التى اختار اسمها من قبل ان تخلق حتى . 
ذكرت لي امي الحادث الذي مررت به وكيف اخترت لي هذا الاسم   "شوق" 
ابلغتني ان شوق كانت مريضه عندك لكنها لم تكن كأي مريضه كانت شبه صديقه ولكن علاجها كان صعب ومرضها كان يتطور على مر السنوات ولكنها كانت قوية الي ان وصل المرض الي المرحله الاخيرة ويحتاج تدخل جراحي سافرت شوق الي المانيا للعلاج ، اخذت امي وذهبت لزيارتها قبل العملية بايام كانت كما عهدتموها قوية مبتسمه ولم تفقد الامل برغم معرفتك ومعرفتها
 ان نسبة نجاح العملية 30% توفيت شوق اثناء العملية .. هزك موتها وكأنها احد اقربائك او افراد عائلتك تقول امي  انهار مازن  كسره موت شوق كما لم يكسره موت اي مريض من قبل وقال لي اذا رزقنا الله ببنت فستكون شوق .. ورزقك الله بشوق ولكن لم يكتب لنا لقاء.. 
أبي سأزورك كل  يوم .. وإن حدث ولمحت ذاك الغريب الذي يقف عندك بعض الاحيان فلن اقترب سأحترم خصوصيته معك كما عودتني امي .
ترا من يكون ذاك الغريب الذي يزورك باستمرار ولم تتعرف عليه امي ! 
كثيره هى الاسئله يا ابي .... # يرن هاتفها المحمول .. 
انظر يا ابي انها امي.
-نعم ماما 
-اين انتي ؟
-عند والدي .
-ولما ذهبتي اليه لوحدك ! شوق !! لا تذهبي الي والدك لوحدك 
-ولما لا يا امي مادمت انا معه في ذات المكان كيف لا اذهب اليه
-شوق وكم مره كنا في كندا معا و طلبتي الذهاب اليه بمفردك ومنعتك !! شوق لا تحسبين ان دراستك في كندا وبقائك لوحدك يمنحك حق القيام بالامور التى منعتك عنها .
-حسنا يا امي سأخرج الان و سنتحدث لاحقا..
توترت شوق من مكالمة والدتها وكانت عينها على قبر والدها الذي لم تودعه وصوت والدتها على الهاتف يوبخها كالعادة لفت مستعجلة تريد الخروج ولكنها اصطدمت بأحدهم وسقط الهاتف من يدها ، حمل الرجل الهاتف اعتذر منها ولكن قبل ان يعيد اليها الهاتف .. 
اشار الي الصورة على الهاتف وقال :
يبدوا اني كبرت يا ابنتي الاشخاص في الصورة يشبهون صديقي رحمة الله عليه و زوجته سامحها الله ، لولا وجود الطفله لقلت ان الذي في الصورة هو مازن ، سامحيني يا صغيرتي نحن كبار السن كثيري الحديث تفضلي خذي هاتفك .

-انت ، انت الغريب الذي يزور والدي باستمرار ، اذا انت صديق والدي .. 
-والدك ؟
-انت لم تكبر ولم تهذي حين قلت ان الذي في الصورة صديقك مازن ، هو مازن بالفعل والتى بجانبه امي زوجته فاطمة ، والطفله انا ابتهم شوق ولكنني ركبت الصورة باحتراف حتى تبيين للجميع انها حقيقه ..
-انت ابنت مازن شوق!! مات و بقلبه حسرة بوده ان يراك ، وكيف اطلقت عليك فاطمة اسم شوق !! وكيف وصلتي الي قبر مازن ؟
-اولا عرفني باسمك وتعال معي يجب ان نتحدث حديثا طويلا ، كنت اراك من بعيد طوال السنوات الماضيه ولكن امي لم تتعرف اليك لذا كانت تقول لا تقتربي احترمي خصوصيته مع والدك ، لكن فضولي كان يقتلني من تكون من انت لما تزور والدي باستمرار.. 
-اذا فاطمة لم تعرفني ليس غريبا على فاطمة هذا التصرف ، لكن الغريب كيف اطلقت عليك اسم شوق وكيف وصلت الي قبر مازن .
-من انت ؟ من تكون ولما تستغرب من تصرف امي ، ان ماقامت به امي هو التصرف الطبيعي المتوقع من كل زوجه تحب زوجها وبتحديد اذا كان الزوج عاشق مثل ابي .
- الزوجه تختلف عن الطليقة وليست أي طليقة بل فاطمة لذا استغرب .
-طليقة !! لكن امي وابي لم يفرق بينهما إلا الموت ليست طليقتة بل ارملته .
- على مايبدوا ان هناك امور اخفتها عنك فاطمة ، مثلما اخفت عنك هويتي ، انا سام صديق مازن المقرب والشاهد على زواجه من والدتك و حياته المره معها .
- مرة !! 
-شوق تعالي لنجلس في مكان ما ونتحدث .


#في المطعم .. 
-اذا اسمتك شوق .
-بناء على رغبة والدي .
- وتعلمين لما اختار مازن شوق ؟
-قالت لي امي قصتها وكيف تاثر ابي بعد موتها برغم من انه طبيب ويجب الا يتأثر هكذا بموت احد المرضى، احمد الله ان اسمها كان شوق لم يكن اسم اخر .
- لكن مازن لم يكن طبيب شوق ولم تكن شوق حاله عند مازن .
-ماذا ! 
- كانت شوق اختي وكان مازن الاخ الذي لم تنجبه امنا ، بالفعل كان مازن اول من اكتشف مرض شوق ، لكنه لم يفقد مريضه بل فقد الاخت والصديقه والام بعض الاحيان بعد مافقد امه وهي على قيد الحياة ، هل قالت لك فاطمة هذه الامور ؟ 
- عن ماذا تتحدث ماذا تقول وكل الذي تقوله يختلف عما قالته امي ! لما اجلس معك واصدقك انت الغريب ولتكن ذاك الغريب افضل .
- شوق انا لست غريب ، اغتربت عنك بما فيه الكفايه .. هناك امور عديدة يجب ان تعرفيها عن مازن ، لا اعلم ماذا قالت لك فاطمة عن مازن وسبب طلاقهم هناك امور يجب ان تعرفيها عن مازن .
- طلاقهم !! لم تذكر لي امي قط انها انفصلت عن ابي ، قالت ان ابي مات قبل ولادتي باسبوع وظلت امي وفيه له ولم تتزوج .
- مات قبل ولادتك بالفعل ولكن كان قد انفصل عن فاطمة منذ الشهر الثالث لحملها بناء على رغبتها .
-ماذا !! كيف ! مستحيل انت كاذب !!
-اتفهم ردت فعلك فمن الصعب عليك تحمل كل هذة الحقائق مرة واحدة . 
-ابقى ذاك الغريب ولا تقترب مني مجددا وان التقينا عند قبر والدي لا تقترب مني كما لم اقترب منك طوال تلك السنين .
- ولكن ياشوق .. 
(انصرفت شوق وتركت سام خلفها ينادي شوق يا ابنتي عودي)

خرجت و الاسئله في رأسها لم تهدأ 
كيف ايعقل هذا هل مايقوله هذا الرجل صحيح هل كذبت علي امي ! كيف تكذب المحاميه فاطمة ! وعلى من على ابنتها ايعقل ان تكذب علي امي في ما يخص والدي ، لا لا مستحيل لن اسمح لهذا الغريب ان يشوش افكاري ، لكنه تعرف على صورة والدتي لما كانت امي اذا تنكر معرفتها به ؟ لما ؟ ايعقل ان يكون ، لا لا لا لتخرج هذه الافكار من رأسي .. يالله ساعدني .
جئت الي كندا لأكون بالقرب من والدي لاصنع لنفسي ذاكره مشتركه معه ، في الجامعه التى درس فيها الطرقات التى مر بها .. من اين خرج هذا الغريب اليوم ليشوش افكاري  .. سام لم تذكر امي هذا الاسم ابدا لانها لاتذكر احد من طرف والدي لا اهل لا اصدقاء وكأن حياته كانت مقتصرة بين مهنته و حب امي فقط. ام والدي التى ذكرها سام ماذا كان يقصد.   لا لا ياشوق لاتفكري فيما قال  . انت لم تلتقي بالغريب ولم تتحدثي معه مطلقا . كندا كوني لي كما كنت لوالدي ..وليكن الغد يوم جميل ويا خوف فؤادي من غدا .
   #يتبع 
خلود عبدالله .